الثلاثاء، 17 ديسمبر 2013

لص يحاسب لص !!!!




بسم الله الرحمن الرحيم

لص يحاسب لص !!!!
بقلم محمود الانصاري


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبة اجمعين اما بعد ،،،،

     ايها الاخوة الكرام اننا نعيش الان في عصرا انتكست فيه كل المفاهيم والقيم الاسلامية النبيلة التي جاءت بها دين الاسلام ، وأصبح هذا عصر العجائب  والغرائب للمسلم المتمسك بحبل الله القويم  ، اصبح يرى الفاجر المفسد معظما ومحترما في المجتمع الذي يعيش فيه ، وأصبح يرى المسلم التمسك بدين الله عز وجل محتقرا يوصف بأشنع العبارات اصبح مهدر الكرامة لكل من هب ودب من اسافل الناس فلا حول ولا قوة الا بالله العظيم ، عصرا تغيرت فيها المفاهيم والقيم والأحكام الشرعية وحل مكانها اهواء وأراء الناس الفاسدة من قبل  اصحاب الفكر المنحل من العلمانيين ومن شايعهم ،  فأصبح الحلال حراما ، والحرام حلال ، ومنكر معروفا ، ومعروف منكرا ، وأصبح الحق باطلا ، والباطل حقا ، والتزام بالأخلاق والقيم الاسلامي تخلفا ورجعيه ، والانحلال والتفسخ الاخلاقي  يعتبر تطورا وحضارة وتقدما ، انتكست فيها الفطر السليمة وحل محلها الشذوذ والانحلال فحسبنا الله ونعم الوكيل .
   انها ايها الاخوة الاحباب لقد بين ذلك لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حال الامة في اخر الزمان يكون فيها اوناس انتكست لديهم المفاهيم بل قد يصل الي انه لا يبالي من يرى المنكرات امامه لا يحرك ساكنا ، وبهذا فقد ضيع فريضة عظيمه من فرائض الاسلام الا وهو الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ، قال صلى الله عليه وسلم  في الحديث الشريف ((  سيكون آخر الزمان رجراجة من الناس لا يعرفون حقا ، ولا ينكرون منكرا ، يتراكبون كما تتراكب الدواب والأنعام )) . ولاشك ان انعدام  الدين وأخلاق لدى اي المجتمع من المجتمعات  وانغماسه في الملذات والشهوات وترك شرع الله عز وجل ولم يقم بالواجب الذي امره الله عز وجل فان العقاب و العذاب قادم لا محال على تلك المجتمعات  ، قال تعالي ((وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون ))
 
  ايها الاخوة الاحباب ان من  اشد الظلم بل قد الي يصل الي الانسان ان يشعر بالقهر والحسرة  عندما يشاهد في مجتمعه  المسلم مجموعة من اللصوص طالت ايديهم  النجس القذرة التي لم تراعي دينا ولا شرعا ولا عرفا ، طالت ايديهم الي اموال المسلمين فسرقوا ونهبوا اموال لا تحل لهم ، عن طريق المشروعات الوهمية و المناقصات وسرقة الاراضي المدفونة و و و و  ، الم يسمع هولاء الايات والأحاديث الناهي عن ذلك ، اسمع راعاك الله الي مجموعة من الادلة الشرعية  الآمر بالأكل بالحلال واجتناب الحرام .
1-      عن ابي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا ، وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ فَقَالَ : ( يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ) ، وَقَالَ : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ) ، ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ ، أَشْعَثَ أَغْبَرَ ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ ، يَا رَبِّ ، يَا رَبِّ ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ ، وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ "
2-       عن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ لَحْمٌ نَبَتَ مِنْ سُحْتٍ ، أي : من حرام
3-      قال صلى الله عليه وسلم ( ما تزال قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع عن عمره فيم أفناه ، وعن شبابه فيم أبلاه ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه ، وعن علمه ماذا عمل فيه )

 وهذه جملة من الادلة الناهي والزاجر عن اكل الحرام فهل من متعظ ؟ للأسف الشديد ان لدى بعض الناس الجشع والطمع وحب المال  فلا يبال ان اكل الحرام ام لا همه الوحيد كيف يجمع المال سواء كان بالطريق الحلال ام الحرام ، وتلك الاخوة الاعزاء مقدمة موجزة .

 هناك ايها الاخوة الكرام دولة تقع في المحيط الهادي تسمى دولة " الواقواق "  و تفتخر  تلك  الدولة ليلا ونهارا بأنها دولة مؤسسات ودولة قانون لا مكان لأي  شخص يريد ان يتجاوز القانون ،  فالقانون اذنا هو السلاح ضد كل من تسول له العبث والنيل من مقدرات تلك الدولة ، ومن الاشياء التى تفتخر دولة  "الواقواق " ان السلطات فيها مستقل غير متداخل مع بعضها كل سلطة تحترم الاخرى ، فهناك السلطة القضائية وأيضا السلطة المنتخب من قبل الشعب وهو مجلس الشعب السلطة التشريعية وهناك السلطة التنفيذية وهي مجلس الوزراء .
  
وما يميز دولة الواقواق ان بها جهاز مستقل يراقب الامور المالية للدولة وهو جهاز ديوان المحاسبة وفي كل سنة يصدر ذاك  الديوان تقريره الضخم يبين فيه التجاوزات  من  قبل اعضاء في السلطة التنفيذية وهي الحكومة  من اهدار للمال العام – سرقة المال العام – ويتضمن التقرير بشكل مفصل للتجاوزات الحكومية لكل وزارة على حده .
قبل ايام بسيط صدر ديوان المحاسبة تقريره لهذا السنة  فاحتوى على تجاوزات كبيرة وسرقات بالجملة وهدر للمال العام وتجاوزات للميزانيات المحدد للمشروعات التي تنفذها الدولة ، وبدأ مع صدور التقرير التفاعل معه من جميع الاطراف الصحافة وأعضاء بمجلس الشعب وكذلك المواطنين كل منهم يبدي رأي ويدلوا بدله ،  كل منهم يطالب بمحاسبة كل من تورط بنهب المال العام ، وبدأ اعضاء مجلس الشعب التهديدات والوعيد للوزراء – تهديدات من ورق كل ذلك من اجل الاستهلاك الاعلامي علما بأن مدة المجلس قاربت على الانتهاء –  وكل منهم يحذر الوزراء بالاستجواب واعتبروا هدر الاموال العامة جريمة لا تغتفر ، علما بأن ديوان المحاسبة صدر من قبل عشرات من التقارير ولم يحرك مجلس الشعب اي من الادوات المحاسبة  المنوحة لم من قبل الدستور وكل تقرير يكون مصير سلة المهملات ، كفاكم يا اعضاء مجلس الشعب عنتريات !!!! .
  
  ومن المضحك ايضا ان مجلس الوزراء  تفاعل ايضا مع التقرير وهو  المتهم  بهدر الاموال العامة ، و كل المشاكل الوارده في تقرير ديوان المحاسبة كان سببها السلطة التنفيذية  وهو المدان بتلك التجاوزات فشكل لجان للمتابعة ما ورد في التقرير من التجاوزات ،  والمصيبة بل الطامة الكبرى ان عهد الي رئاسة تلك اللجان اشخاص فاسدون مفسدون اكلوا ونهبوا اموال الشعب ، ونهبوا الاراضي المدفونة التي تعادل اضعاف مساحة دولة الواقواق بكثيرة ثم يعهد اليهم مسوولية محاسبة المقصر في هدر المال العام يعني لص يحاسب لصا مثله ، هل يعقل ذلك يا سادة يا كرام انها بحق نكستا اخلاقي ديني وطنية ، ان هولاء الذين طالت ايدهم الي اموال الشعب ليسوا هم اللصوص الحقيقيون بل هم وكلاء للصوص ، فإن اردتم المحاسبة العدالة والشفافة لابد من محاسبة اللص الحقيقي الذي حرك أعوانه ووكلاء لكي ينهبوا اموال الشعب .
   
ايها الاخوة الكرام اذا اردنا  نحارب سراق المال العام ونحارب الفساد الاخلاقي والمالي والإداري لا يوجد إلا حل واحد آلا هو تطبيق شرع الله عز وجل وتطبيق احكام القران الكريم وان نجعله دستورا لنا في جميع امور حياتنا لا ان نجعله فقط ديكور يعلق في المكاتب و السيارات ،  وان نجعل من سيرة رسولنا صلى الله عليه وسلم  نبراسا لنا في حياتنا ونرى ذلك جليا حينما قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو ان فاطمة بنت رسول الله سرقت لا قطعت يداها لا تهاون في تطبيق الحدود  حتى ولو على اقرب الناس اليك ، ولا نفرق في تطبيق الحدود والقصاص والقانون على من يكون سواء كان اميرا وزيرا مديرا موظفا مهما كانت درجته ومنصبه  لا نقول ان هذا ولد فلان فإنه مستثنى من تطبيق القانون !!!  هذا هو الاصلاح الذي نشده ونتمناه ان نرى شريعة الله عز وجل هى الحاكمه فيما بيننا لانها هي الوسيلة الوحيدة لكي نحيا حياة آمنة طيبة لا وجود للمفسدين الضالين المضلين بيننا هذا هو الاصلاح الحقيقي ان كنتم تريدون الصلاح ! نسال الله عز وجل ان يوفقنا لخدمة ديننا وامتنا وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين .