الثلاثاء، 20 نوفمبر 2012

ماذا خسر شيعة العالم في البحرين

ماذا خسر شيعة العالم في البحرين
بقلم الدكتور طه الديلمي

أكتب سطوري هذه وقلبي يطوف بمدينة (الرستن) بـ(حمص)، والنظام قد ألقى بثقل قواته فيها حرباً كان ينبغي أن تدور في (الجولان)، ودعواتنا لأهلها، وأيدينا تحيي أبطال كتيبة سيف الله المسلول (خالد بن الوليد)، وأملنا أن مقتل النظام سيكون في مكمن قوته (الجيش)، وسيكون سقوطه مدوياً من مركز العاصمة (دمشق) الباسمة. سيضعف ويتآكل وتتشتت قواه أمام المزيد والمزيد من الانشقاقات حتى يكون الانشقاق هو الأساس، وسيأتيه أبو عبيدة ويزيد والقعقاع وعاصم والمرقال، فأين يذهبون؟
 
جلسة عربية في جبل الحسين
في أحد الطاعم البسيطة الهادئة في (جبل الحسين) بعمان، كنا ثلاثة: عراقيين وبحريني، جمعتنا القضية المشتركة، واللهفة على آخر أخبار البحرين الشقيق نسمعها من مباشرة من أهلها. كنت أتابع - على عجل - تدوين المفاصل الكبيرة في حديث الأخ البحريني. وفي نهاية اللقاء قال صاحبي العراقي: هذا يصلح لموضوع كبير بعنوان (ماذا خسر شيعة البحرين؟). قلت: بل (ماذا خسر شيعة العالم في البحرين). بحماقاتهم يسعون بظلفهم إلى حتفهم. لقد ذهب زمانهم وجاء زماننا. كان ذلك في (3/5/2011). وما زالت المشاغل والسفر والأحداث والأفكار تطوح بي بعيداً عن الموضوع حتى قالت لي شواطئ البحرين: أما كفاك تشاغلاً وتغافلاً؟ أم….. (حبيبِ الروحْ جافينا ! والا ،، بَعَدْ ،، ناسينا ؟).
والله ما بجفوة ولا نسيان، ولكنها طاقة الإنسان، لا سيما إذا كان يحمل – مضطراً – همّ أمة بجهد فرد، ويسعى لقلب هذه المعادلة. فما قصة ذلك المجلس؟ وماذا قال البحريني وقال العراقي وقلت؟
البحرين في ذاكرة الفرس - كالعراق - ولاية تابعة لإيران، كما أنها (الخاصرة الرخوة) للسعودية، وبوابة الدخول الأسهل لدول الخليج العربي. هنا منبع التلمظ الإيراني عبر الضفة الأخرى للبحر. وطبقاً للمساحة الكبيرة التي تتداخل فيها مصالح الدائرتين: الأمريكية والإيرانية فالظاهر أن ضوءاً أخضر انطلق عبر المحيط الأطلسي إلى هضبة إيران، فتحركت الريح الصفراء لتكتسح المنطقة، والبداية من الخاصرة وصولاً إلى حجر الزاوية. وبداية البداية تهييج المطية المستعدة دوماً لأن تركب وتكون ظهراً وظهيراً للفرس: الشيعة في كل بلد خارج إيران. فكانت الانطلاقة في 14/2 (أو ما عرف بـ 14 فبراير)، ومن دوار (اللؤلؤة): تظاهر واعتصام وقتل وحرق وتخريب ودعوات علنية لقلب النظام واحتلال البلد واستنساخ ما حل بالعراق لنقله إلى البحرين. هذا مع دعوى الاضطهاد والمظلومية والأكاذيب المليونية التي انطلقت بها أبواق الشيعة في كل العالم، ومعها أبواق مأجورة هنا وهناك تحت دعوى الديمقراطية وحق الشعوب في التظاهر والتعبير، وكأن هذا الحق لا شروط له ولا قيود ولا آداب! هكذا….. احرق، دمر، خرب، اقتل، عطل الحياة، هدد، خُن بلدك، تآمر مع الأجني، افعل ما تشاء؛ ألسنا في زمن الديمقراطية والحرية (بلا حدود)؟!
 
شواهد ومشاهد على الطريق السريع
 إليكم هذه المشاهد مما رأيناه من قبل، وما حصل من بعد على طريقة اللقطات السريعة و…. بلا ترتيب:
- البحرين أصغر دولة عربية تبلغ مساحتها (690 كم2)، أي بحجم نصف مدينتي قضاء المحمودية في جنوبي بغداد.
- يتمتع الشيعة (المظلومون دوماً وأبداً ولو كانوا في جنة عدن) في هذا البلد الصغير بـ(37) مدرسة حوزوية تدرس العلم الشرعي، يقابلها للسنة معهد ديني واحد أسس منذ الأربعينيات. والطريف أن الشيعة لما رأوا هذا المعهد أقيم على أرض الواقع لم يهدأوا حتى أقاموا في مقابله معهداً. هذا ولا كلية شريعة واحدة للسنة!


- عدد الحسينيات (وتسمى مآتم في البحرين) الرسمية (1221) حسينية! أما غير الرسمية فعددها أكثر من خمسة آلاف! هل تعلمون ماذا يعني ذلك آخذين في الاعتبار أن نسبة الشيعة في البحرين أقل من النصف بقليل؟! (17حسينية/1 كم2) من الأرض!!! وقد شاهدت بعيني ثلاث حسينيات متجاورة في زقاق واحد: اثنتان في جهة والأخرى في الجهة المقابلة، لا يفصل بينها أكثر من 30 متراً ……………….! دعك من الحسينيات أو المآثم المبنية قصداً إلى جوار المساجد السنية (ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ) (التوبة:107)! الشيء نفسه شهدناه في العراق.
- معظم قرى الشيعة ذات أسماء إيرانية: شهركان، دمستان، جانوسان، كربباد، كرزكان، سلمان باد. هذا ويطالبون بطرد المجنسين العرب!
- رئيس جامعة البحرين د. إبراهيم جمال الهاشمي (إيراني) ونائبه نزار، لعبوا بالبعثات وقبول الطلاب على ما يشتهون بحيث لا تجد في كليات الجامعة مقابل كل (30) طالباً شيعياً سوى طالب سني واحد! يقول محدثنا البحريني: بعد الأحداث وجدنا عشرات الكراتين فيها طلبات القبول الخاصة بالطلبة السنة مرمية فيها مهملة مجمدة!
- صفية دويغر (تبعية إيرانية)، كانت مسؤولة البعثات العلمية في وزارة التربية من سنة (1969-1995) - أكثر من ربع قرن! - بحيث لا يذهب في هذه البعثات سوى طالب سني واحد مقابل كل عشرة طلاب شيعة!
- توجد في البحرين (15) جامعة: عمداء كلياتها كلهم شيعة. ومجالس إدارتها تجد من بين كل (10) أعضاء منهم: (9) شيعة و (1) سنياً واحداً فقط!
- د. علي العريبي خريج النجف سنة (1980)، متتلمذاً على يد المقبور محمد باقر الصدر، رجع فعمل أستاذاً في الجامعة. بعدها أرسل على نفقة الدولة في بعثة إلى كندا وحصل على الدكتوراه. في أكتوبر (1993) ألقى محاضرة بعنوان (إسهامات علماء البحرين في الفكر الإسلامي)، قال فيها منتقداً: "علماؤنا شيّعوا إيران لكنهم قصروا فلم يشيعوا البحرين. قالوا له: والحل؟ قال: تزويج الشيعة من السنيات. لم يكن ذلك سهلاً ولا يفعله العرب الأصليون، لكن هناك عرب عاشوا في إيران تمكن الشيعة من التوزج منهم، ونجحت الخطة.
- في سنة (1980) أبعدت الحكومة البحرينية ألفَي إيراني. في سنة (2000) أرسل إليهم الملك يخبرهم باستعداده للعفو عنهم. قالوا: لا: كنا ألفين، الآن صرنا (23) ألفاً: فإما نرجع كلنا أو لا نرجع. ووافق الملك! ورجعوا كلهم (الحية وصلالها وأخواتها)، وبعفو ملكي. ليخرجوا في (14 فبراير) يطالبون بإسقاطه. عندها فقط قال الملك مخاطباً قيادة قوات درع الجزيرة: هذا المخطط كان معداً منذ (30) سنة. يقول محدثنا البحريني: (30) سنة نحذر المسؤولين ولا من أحد يلتفت إلينا. قلت للملك عيسى رحمه الله: "ليش مخلي صفية دويغر الطائفية مسؤولة بعثات وزارة التربية وهي لا تسمح بالابتعاث لغير الشيعة"؟ قال: لسنا عنصريين ولا طائفيين!
- وتطوف شوارع البحرين ومدنها وقراها فتعجب من نشاط البحريني – رجالاً ونساءً، حكومة وشعباً – وقدرته على العطاء، وتسخير الطاقات! وكيف حول هذا البلد: الصغير بحجمه الكبير بأهله، إلى بلد ينعم بحالة راقية من المدنية والتحضر والخير والرفاه والحرية والأمن، يتمتع بها الجميع (وأولهم الشيعة) بلا تفريق. الشوارع واسعة منسابة سهلة معبدة منظمة والشجر عن يمين وشمال. المؤسسات المتنوعة: حكومية ومدنية، التي تعبر عن دولة تحترم العلم وتبني عليه. البناء والإعمار والحدائق والمتنزهات، الأحزاب والجمعيات والمجالس الشعبية بلا رقيب ولا حسيب. الأسواق الكبيرة العامرة ذات العلامة المميزة (السنتر والمول) شيء مذهل! المؤسسات الاقتصادية، المطار الرائع…….. لا أدري ماذا أعدد؟ وأي شيء أذكر؟ وأياً أدع! وأجمل ما في البحرين…….. نعم وجدت أجمل ما فيها هو الإنسان البحريني: عروبة وطيبة وكرماً وعلماً وقوة وتواضعاً. شيء واحد ضايقني هو …….. الرطوبة.. الرطوبة فقط!
- كل هذا والشيعي (مضطهد .. مظلوم)! لا..! وشيعة العراق الغارقة مدنهم نهاراً في الذباب وليلاً في البعوض يتظاهرون تضامناً مع إخوانهم شيعة البحرين!!! هل تدرون لماذا؟ لأن الشيعي مسكون بهاجس (المظلومية)، ولأن الظلم عند الشيعي (آيدلوجيا) و (عقدة) وليس واقعاً أو (ظاهرة)!
ولأن الظلم عند الشيعي آيدلوجيا وعقدة وليس واقعاً أو ظاهرة، انظر ماذا جرى لابن الطرى:*



يداك أوكتا وفوك نفخ
فماذا حصل مع كل هذا (الدلال)؟ إليكم هذه المشاهد لا على الترتيب (فالوقت يدهمني ويعجلني:
- مظاهرات تخريبية دموية مع أكاذيب (مليونية) بأنها سلمية. وكلكم شاهد كيف قام الشيعة بدهس رجلين من الشرطة في عمل متعمد بشع، يمر السائق الشيعي بسيارته على جثة الضحية ثم يدور ليكرر المرور فوقها! وفي منطقة مختلطة دخل الشيعة إلى مسجد سني فيه مؤذن بنغالي يرفع الأذان فقاموا بقطع أذانه و….. قطع لسانه أيضاً! ثم ضربوه بالسيف على رأسه، ليموت في المستشفى بعد بضعة أيام.
- الإضراب الذي شلوا به حركة البلد. انظر مثلاً:
أ. يبلغ عدد موظفي شركة النفط الوطنية (بابكو) (3100) موظف، بلغ عدد الذين أضربوا عن العمل منهم (1894) عنصراً، ولمدة خمسة أيام أمضوها في (مهرجان) الدوار في احتفالية بهيجة نصبوا فيها الخيام وأقاموا الأسواق والمقاهي ومارسوا كل ما يندى له الجبين من متعة النساء إلى شرب الأراكيل، وما لا يعلمه إلا الله!
ب. تصور أن معظم موظفي (شركة طيران الخليج) إيرانيون! ومن الشيعة (المظلومين)، وفي الشركة – ومطار البحرين أيضاً – كانت اللغة الفارسية هي المتداولة، وترى صور الخميني وخامنئي كأنك في إيران. (تغير الوضع الآن فصور أبو متعب تحتل المشهد إلى جانب ملك البلاد ورئيس الوزراء وولي العهد). إن سبب هذا التباين في دولة ذات غالبية عربية سنية أن الشيعة المتنفذين من ذوي العلاقة يرفضون طلبات السنة بالتعيين ويضعون أمامها العراقيل.
جـ. لما أضرب المدرسون شلت مدارس البحرين بكافة مستوياتها العلمية، فاستقدم (6000) مدرس من المنطقة الشرقية للتعويض.
د. كما قاطع الشيعة المتاجر السنية، وبقية الأنشطة الاقتصادية.
- مجمع السلمانية الطبي الذي يسيطر عليه الشيعة بالكامل، وما أدراك ما مجمع السلمانية الطبي!. يقول محدثنا البحريني: صار الشيعة يخطفون السني ويعتقلونه في المجمع الطبي، ثم يتعاملون معه بشتى الطرق. ذكّرناه بأن الخطف يتم في سيارات الإسعاف، التي تستعمل أيضاً لإلقاء الجثث المجهولة أثناء الليل. أليس كذلك؟ فقال وهو يضع أصابعه على جبينه: "أيوه! ووجدنا جثثاً مجهولة"! انظروا إلى استنساخ التجربة العراقية.
- الرجل الثاني في السفارة الإيرانية أمسكوا به في مجمع السلمانية الطبي وهو يحاول الهرب ومعه أسلحة وأجهزة تنصت.
- رئيس قسم الانجليزي في جامعة البحرين (إيراني) يتصل بالطلاب هاتفياً ويوجههم قائلاً وهو يعطي الأوامر: خربوا القسم الفلاني، كسروا القسم الفلاني.
- الجامعة الوطنية (أكبر جامعة في البحرين) ظلت الدراسة معطلة فيها من (13/3) وإلى يوم (18/4).
- مزق الطلبة في جامعة البحرين حجاب (79) طالبة سنية مع محاولة الاعتداء الجنسي.
- عميدة كلية إدارة الأعمال د. حميدة جاسم (عراقية علمانية: وحدوية العلماني والديني عند الشيعي): أنزلت صورة الملك وألقتها على الأرض، ودعت إلى خروج الناس والتظاهر لقلب الحكم.
- أدخل الصدريون وغيرهم من شيعة العراق عن طريق السعودية (50,000) قطعة سلاح بين مسدس وبندقية كلاشنكوف، عدا الأسلحة الجارحة أو البيضاء. عثر على قسم منها في الحسينيات!
- يقود التحريض معمم اسمه مهدي، وهو ابن أخت هادي المدرسي، ضمن حركة عدد أعضائها (13) كلهم إيرانيون.
- ويأتي حسن مشيمع رئيس حركة حق من لندن عن طريق لبنان (حيث تلقى التعليمات - كما يبدو - من حزب الله ). وما إن خرج  من المطار حتى ابتدأ بإلقاء خطاب في الجماهير استمر فيه حتى وصوله الدوار يقول فيه: "نحن الآن في مرحلة إنشاء دولة إسلامية، وسوف نطرد آل خليفة والنواصب"!
ـــــــ …………. .. .
قوتنا التي نجهلها
يقول محدثنا البحريني: عملنا كتلة سنية اسمها (تجمع الوحدة الوطنية)، وعقدنا اجتماعاً مع رؤساء الشيعة للتحاور، منهم رئيس جمعية (الوفاق) الشيخ علي سلمان. فكان جوابه: "عن أي حوار تتحدثون؟! وعلى ماذا نحاوركم؟ أنتم قد انتهيتم.. فكروا ماذا سنفعل بكم غداً"! في هذه اللحظة رنت رسالة على جوال الدكتور عبد اللطيف المحمود، فإذا هو يقول: اسمحوا لي أن أقرأ عليكم نص هذه الرسالة: "لقد بدأت طلائع درع الجزيرة بالدخول إلى البحرين". فإذا بعلي السلمان يقوم غاضباً وهو يصرخ: "هذا غزو سعودي، هذا غزو سعودي"! ثم أردف ثلاثاً: "سوف نستعين بإيران". وغادر الاجتماع!
تأملوا إخواني قوتنا الكامنة (أو المجمدة بتعبير أصح).
عدد محدود من قوات (درع الجزيرة) دخل البحرين، ورابط على أطرافها فقط. هذا كل ما فعله العرب! فإذا إيران تقف مبهوتة، لا تدري ماذا تفعل.. أطلقت بعض الركلات الخلفية في الهواء.. نهقت مرتين أو ثلاثا، استبدلت العواء بالنهيق.. لم يحصل شيء سوى أن أمريكا أظهرت انزعاجها على لسان وزيرة خارجيتها. وهذا كل ما فعله العجم!
ووقع شيعة البحرين في الفخ، ليدفعوا الثمن - مثل شيعة العراق - كمطايا لإيران التي وقفت تتفرج عليهم، وتستغل الحدث لشحنهم من أجل إدامة وقود (المظلومية) الذي سيدفع بهم إلى تقديم المزيد من الأثمان لـ(خاطر) الأم الحبيبة إيران. و…. من الحب ما قتل!
 
ماذا خسر شيعة العالم في البحرين
إليكم أهم خسائر الشيعة في البحرين، ولمصلحة السنة، لا سيما في العراق ودول الخليج والإقليم العربي المجاور، أعرضها بالطريقة السريعة نفسها:
· أيقظوا المارد السني النائم في البحرين، وفي بقية البلدان. من هنا تعتدل البوصلة، وتتحدد القضية، وتبدأ المسيرة. ولقد كانت الحركة التي نفذها (درع الجزيرة) في (15/3/2011) نقطة مفصلية في قضية الأُمة في واقعها المعاصر وتاريخها الحديث. سيكون لها ما بعدها. وما دعوات (الكونفدرالية) الخليجية سوى إحدى إرهاصات المستقبل الواعد.
· انفضاح الانحياز الطائفي بشكل سافر. فأثار ذلك كوامن الانحياز المقابل لدى السنة؛ وهكذا حصل التميز السني الشيعي على المستوى الاجتماعي، لتتعزز النقطة الأُولى. وفي ذلك حتف الشيعة. ولمن يدعو متثائباً لمواجهة (السيف بالوردة) أقول: "الاعتدال في وسط التطرف….. اعوجاج". فالطائفية - إذا أردنا الوسطية - إنما تعالج بمثلها، وإلا سقطنا في مستنقع الميوعة، وذبنا في مياهه الآسنة.
· ترافق الحدث البحريني لاحقاً وسريعاً بالحدث السوري، ففضحت إيران، وتعرى الشيعة في العراق ولبنان والسعودية وغيرها حين اصطفوا طائفياً ليخرجوا في مسيرات تتباكى على الشيعة (المظلومين) في البحرين. أما السنة الذين يذبحون في سوريا فـ(طائفيون، دعاة فتنة يجب "اجتثاثهم"). وهذا أعاد إلى الذاكرة السنية المشهد العراقي، وبقوة، فصارت تسترجع ما حل بسنة العراق من قبل وما يحل بهم الآن على يد الشيعة هناك. ومن أعجب ما شاهد العرب.. تلك الجلسة العاصفة لنواب الشيعة - ومعهم بعض الضعفاء ومراهقي السياسة والمتملقين من السنة - في مجلس النواب (العراقي)، ثم مسيرات الشيعة في بغداد والمدن الشيعية بقيادة كبار القوم مثل قائد قوات بدر الإجرامية هادي حسن العامري وزير النقل الحالي الذين نزلوا إلى الشوارع يهتفون وينددون بـ(الاحتلال السعودي للبحرين)! فلو قامت لجنة محايدة بتقصي أوضاع الشيعة في البلدين، ونشروا النتائج على الملأ لناح شيعة العراق على أنفسهم وخرجوا في مسيرات لطمية تندد بذباب النهار وبعوض الليل، وتطالب حكومتهم الشيعية بتحسين أوضاعهم بما يرقى إلى نسبة 1% مما عليه شيعة البحرين من رفاه في العيش، وحرية في التعبير، وعدالة في الحكم! ولكنه الثلاثي الجهنمي الذي أطبق بأسنانه على العقل الجمعي الشيعي: (العقدة والعقيدة والمرجع)!
· تم تطهير معظم الدوائر الحساسة من الشيعة. والمراكز المهمة صارت بيد السنة.
· شكلت لجان تحقيق، ومن تثبت من خلالها عمالته لإيران يفصل.
· ألغيت فكرة توظيف الشيعة في الجيش والأمن.
· العمل على تسليم إدارة البعثات للسنة.
· أزيلت الحسينيات غير الرسمية، وكل حسينية رسمية خرجت منها أعمال شغب، أو تبين أنها وكر للمخابرات الإيرانية. وجمع وزير الداخلية رؤساء المآتم وحذرهم أمام شاشة التلفزيون.
· أزيلت غالبية أعشاش الشيطان: القبب والمزارات.
· نسف النصب الموضوع وسط دوار (اللؤلؤة)، وبدأت حملة إعماره من ليكون لائقاً باسمه الجديد دوار (الفاروق)، في إشارة واضحة إلى أن أبا لؤلؤة المجوسي لن يحل محل الفاروق مرة أُخرى في بلد من بلدان العرب. تأملوا ردة الفعل، وشدة اليقظة السنية ورهف حساسيتهم التي دفعهم الشيعة دفعاً إلى الانحياز والانجذاب إلى مركز مجالها المغناطيسي الرائع. فعملت إيران نصباً بديلاً بالاسم نفسه في إحدى جزر الإمارات المحتلة. والحمد لله الذي رد كيدهم إلى الوسوسة. ولا شيء في جعبتهم غيرها ما دام العرب قد استيقظوا.
· تطهير الدوائر من الزعامات الشيعية التي ضبطت متلبسة بالشغب والتظاهر عن طريق الصور والأفلام. فكان الفصل هو الجزاء والحرمان من الضمان الاجتماعي والصحي.
· طرد اثنين من الوزراء: أحدهما وزير الصحة نزار صادق البحارنة (أمه وزوجته إيرانيتان. زوجته معصومة الزيرة، أختها زهراء الزيرة رئيسة منظمة الزهراء وخريجة جامعة طهران) عين قبل أسبوع، وفي هذا الأسبوع راح إلى أمريكا يتآمر على دولته وأولياء نعمته، فطرد. ألا ما أخف العقوبة!
· من أهم ما أسفرت عنه الأحداث أن عمل سنة البحرين لهم تجمعاً باسم (تجمع الوحدة الوطنية) برئاسة الشيخ د. عبد اللطيف المحمود. انبثقت عنه لجنة مالية وإعلامية وتنظيمية للحفاظ على السنة، والمؤمل - وأهل البلد أعلم بشعابهم - أن يتقدم أكثر ويتطور حتى يتحول إلى جبهة يجتمع في ظلها السنة كلهم. وشكل شباب السنة لجاناً شعبية مسلحة بالعصي والسيوف لمنع الشيعة من الاعتداء على أحياء السنة. وقد سبق (التجمع) اجتماع حاشد في جامع الفاتح دعوا فيه للتظاهر فاجتمع قرابة (300,000) متظاهر في المظاهرة الأولى، تبعتها مظاهرة حضرها (450,000) متظاهر، بينما غاية ما استطاع الشيعة تجميعه (50,000) متظاهر، حتى إن الصحفيين الأجانب لما رأوا المفارقة الصارخة تركوا البلد مدركين أنه لا شيء سوى الضجيج الإعلامي. منهم مراسلة شبكة الـ(CNN) الأمريكية، التي قالت وهي تغادر: ("No case" لا قضية لدى الشيعة).
 
وانطوت صفحة الوفاق .. لتبدأ صفحة النفاق
حين تطوف مدن البحرين، وتتنقل بين حواريها الجميلة، وتلتقي أهلها الطيبين على مختلف مستوياتهم الاجتماعية والوظيفية، تجد أنك أمام انبعاثة جامحة، وقوة دافقة تبشر بانطلاقة يستحيل عليها أن ترجع إلى الوراء لتصدق ثانية بدعاوى الشيعة الذين رفعوا صور الثعالب الإيرانية واللبنانية وأعلامها الصفراء والخضراء، ودعوا إيران إلى احتلال البلد الذي يستوطنونه، ثم دهسوا رجال السنة وقتلوا أبناءهم واعتدوا على حرماتهم، وقاءت أفواههم بكل ما في أحشائهم من شعارات شعوبية وتهديدات طائفية ودعوات عميلة متآمرة، عززوها بالأفعال قبل - وبعد ومع - الأقوال.
لكن ماذا يصنع الشيعة إزاء هذا الوضع الجديد كلَّ الجِدّة، وقد خذلتهم إيران، وضحك عليهم الأمريكان، ولم ينفعهم الشيعة في بقية البلدان بغير العواء والنهيق، والخوار والفحيح؟
أغير أن يعودوا إلى صنعتهم القديمة الجديدة: التقية والتملق والتقرب و(إخوان سنة وشيعة)، أي……… النفاق بعد ترجمة الحالة إسلامياً؟
انظر ماذا قال النائب البحريني (غانم البو عينين) من خلال قناة (صفا): "كان سقف مطاليب جمعية الوفاق لا يمكن أن يقبل به أحد لا في البحرين ولا غيرها". ثم أردف بالقول: "والآن نزلوا إلى أدنى حد، وصاروا يترجون الكويتيين للتوسط، مع أننا لا نحتاج إلى وساطة".
ولقد كان لهم من قبل لقاء أسبوعي برئيس الوزراء، ويمكن لكل واحد منهم من أكبرهم إلى أصغرهم أن يواجهه في أي موعد شاء. والآن: أحد مشايخهم يترجى ويطلب تجمعاً اجتماعياً لا سياسياً من السنة والشيعة؛ لماذا؟ "لنذهب إلى الملك ونقول له: نحن رعيتك".
وفاتهم أن……….. (الكذاب احترق بيته وما أطفأه من أحد).

لماذا لا تقوم المخابرات السورية وحزب الله بتحرير الجولان؟


لماذا لا تقوم المخابرات السورية وحزب الله بتحرير الجولان؟
داود البصري
السياسة الكويتية 17-ربيع الأول-1432هـ / 20-فبراير-2011م

لتصريحات والتهديدات النارية التي أطلقها زعيم حزب "خدا" الإيراني السيد حسن نصرالله حول احتمال إصداره الأوامر العسكرية لمقاتليه للتوغل في شمال فلسطين وتحرير الجليل من القبضة الإسرائيلية وبالتالي إبادة المستوطنات الإسرائيلية هناك والمباشرة الفعلية بإلقاء إسرائيل في البحر المتوسط, وما يتبقى منها سيلقيه السيد نصرالله وأتباعه في البحر الميت تعيدان إلى الأذهان والذكريات أيضا حكاية تهديد صدام حسين قبل عشرين عاما بحرق نصف إسرائيل! بينما الهدف الحقيقي لتلك التصريحات العنترية لم يكن إسرائيل ولا جنرالاتها وقادة حروبها, بل كان الهدف حرق الكويت واحتلالها وإرسال صواريخه لدك عواصم دول الجوار في الرياض والبحرين وظلت إسرائيل تعيش في أمن وأمان إلا من بضعة صواريخ كارتونية لزوم الدعاية والإعلان سقطت في صحراء النقب ولم يقتل فيها مستوطن إسرائيلي واحد وقبضت الخزينة الإسرائيلية جراءها مليارات عدة من عوائد نفط العراق لإصابة عدد من مواطنيها بالإسهال.
ويبدو أن التاريخ يعيد نسخ نفسه مع حزب "خدا" الإيراني ولكن بطريقة هزلية صاعقة مثيرة للغثيان, فالنظام الإيراني وهو يعيش تداعيات انتفاضة الشعوب الإيرانية بدءا من طهران وحتى الأحواز يعي جيدا ان ساعة خلاص تلك الشعوب قد اقتربت, وأن الدجل المركز والقمع المفرط لم يعد يشكل أي ضمانة حقيقية لمستقبل النظام الذي سيواجه غضبة الشعب لا محالة ويرحل حسيرا لمكانه الطبيعي والمعروف والمخصص لكل طغاة التاريخ وجلاديه, لذلك فإن خلط الأوراق والتلاعب بمشاعر الشعب العربي ومحاولة خلق تيارات شعبية عربية متعاطفة مع النظام الإيراني وعملائه المعروفين ومن ثم محاولات إستغلال الموقف في الشرق الأوسط للتدخل في ملفات وقضايا شائكة قد أضحى الوصفة العلاجية التي يتصورها النظام للخروج من المأزق الشائك , والتلويح باحتلال الجليل وتغيير ميزان القوى الإقليمي يلامس مشاعر قومية وأمنيات غالية ولكنه تهديد يفتقد في النهاية للمصداقية وللواقعية أيضا, لأنه بدلا من التلويح بتحرير فلسطين مباشرة فلماذا لا يصار لتحرير الجولان الذي سلمه نظام دمشق مجانا لإسرائيل في حرب الأيام الستة عام 1967 ? والذي فشل في استعادته أو التقرب من تخومه وظل ذلك الملف مجالا لنصب واحتيال النظام وبذريعة العمل للوصول لحالة التوازن الستراتيجي مع اسرائيل وهو أمر وهدف لن يصل له أبدا ذلك النظام الذي ركز أساسا على بناء المكاتب المخابراتية التي هدفها استعباد وإذلال الشعب السوري ومصادرة رزقه ودفعه الى الهجرة وتحويل البلد امبراطورية عائلية مخلوفية مغلقة بمساندة تنظيمات استخبارية مجرمة لا تتورع عن سفك دماء عشرات الآلاف من السوريين وحرق المدن على رؤوس ساكنيها كما فعلوا سابقا في ثمانينات القرن الماضي وكما يفعلون حاليا, وهم يزيفون الاتهامات ضد الأحرار الذين سيغيرون في النهاية مسيرة نظام القمع وسيفرضون, بتضحياتهم منطق التاريخ ويحددون مساراته المتدفقة دوما لصالح الشعوب الحرة .
التحالف الشيطاني بين نظامي طهران ودمشق والذي يلعب حزب حسن نصرالله دورا محوريا فيه سيكون مصيره الاندثار والاضمحلال, والدعوات التخريفية لخلق معارك وهمية وتشتيت الأنظار عن الهدف الحقيقي لن تمر أبدا, فمن يعجز عن تحرير أرضه المغتصبة منذ نصف قرن فلن يحقق المعجزات, لقد فضح المشبوهون أنفسهم.

يا نصر الله «ورينا شطارتك» مع سورية


يا نصر الله «ورينا شطارتك» مع سورية
حمد الماجد
جريدة الشرق الأوسط اللندنية 16 من ربيع الآخر 1432هـ / 21 من مارس 2011م

حسنا يا حسن، قلت في خطبتك الحماسية السبت الماضي إن الذين انتقدوا المعارضة البحرينية الشيعية واعتصاماتها في ميدان اللؤلؤة المنامي قد كالوا بمكيالين في نظرتهم إلى الثورات العربية المصرية والتونسية والليبية، فلا فرق عندك بين آل قذافي وآل خليفة، وهذه المقارنة نحتاج فيها إلى عودة، ولنقبل ذلك جدلا، ولنتحرك صوب سورية الحبة الجديدة التي ترتعش هذه الأيام في «الدومينو» العربي، حيث انطلقت فيها شرارة المظاهرات، وقتلت فيها قوات الأمن السوري عددا من المواطنين في مواجهات أمنية دامية.. ما لنا لم نسمع من حسن نصر الله، ذي المكيال الواحد كما أحب أن يفهمنا، تأييدا لطلائع الثورة الشعبية السورية، خاصة أن المظاهرات السورية فيها من العناصر ما يجعلها جاذبة بالفطرة للإجماع الجماهيري العربي تماما كما هو الحال في الثورتين التونسية والمصرية، حيث خلت تماما من العنصر الطائفي؟.. وأين المكيال الحسني العادل من ديكتاتورية وبطش الحكومة الإيرانية، لا أقول ضد الأقلية السنية المضطهدة والمحرومة من أبسط الحقوق الدينية والسياسية، وإنما ضد إصلاحيين أغلبهم من تلامذة الثورة الخمينية وخرجوا من عباءتها؟
المشكلة الأزلية لحزب الله اللبناني والدائرين في فلكه في بعض دول الخليج أنهم يريدون أن يضفوا على تصرفاتهم وأقوالهم ومواقفهم وتحركاتهم حصانة، لا يسألون عما يفعلون وغيرهم يسألون؛ ففي لبنان فرض منطق الصراع الأزلي مع العدو الصهيوني أن تؤيد الجماهير العربية حزب الله في معاركه مع إسرائيل، وحين وجه بندقيته داخل العمق اللبناني، وبالتحديد تجاه مناطق السنة في بيروت الغربية، وعاث مقاتلوه في تلك المنطقة تخريبا وبلطجة، كان من المنطق أن يواجه نقدا قويا حتى من الأقلام ذاتها التي أيدته صراحة في حربه مع إسرائيل، حينها رفع الحزب كارت الطائفية الأحمر ضد هؤلاء المنتقدين.
ويتكرر المشهد نفسه هذه الأيام في البحرين، وبالتحديد مع المعارضة الشيعية، فحين برزت بعض الأصوات الهادئة العاقلة التي تحاول أن تفهم المعارضة الشيعية في البحرين بأن ثورتهم بالحقائق والأرقام تختلف تماما عن الثورات العربية في تونس ومصر وحتى ليبيا واليمن، لأن الثورات والمظاهرات في هذه البلدان وبإجماع المراقبين المحايدين لم تصطبغ بالصبغة الطائفية.. حين حاولت هذه الأصوات تجنيب المنطقة ويلات الفتن الطائفية أضفوا عليها تهمة الطائفية، كما فعل رئيس الحزب الإلهي في خطابه الأخير، مع أن الحقائق على الأرض تؤكد أن المعارضة الشيعية البحرينية هي التي زادت من الاحتقان الطائفي في المنطقة باتصالها الوثيق مع إيران، وقدمت مطالب ذات سقف عال، بل خلعت السقف كله حين حولت شعاراتها من «الشعب يريد إصلاح النظام»، وهذا مطلب منطقي لأننا نتفهم كثيرا من مطالبها، إلى «الشعب يريد إسقاط النظام»، هذا النظام الذي مهما ارتكب من أخطاء وتجاوزات فإنه منح الشيعة في البحرين ما لم يتحقق لسنة تونس ومصر وليبيا مجتمعين؛ فالمعارضون الشيعة في البحرين لهم الحظوة في البرلمان بنحو نصف المقاعد، والمناصب الحكومية الرفيعة، ويمارسون شعائرهم بكل حرية، ومع ذلك فإما أن نؤيد مطالبهم بإسقاط الحكومة أو تكون تهمة الطائفية جاهزة.
ولهذا لم يكن حسن نصر الله ذكيا حين قال لا فرق بين آل قذافي وآل خليفة، إذ إن المقارنة فيها - كما أسلفنا - قياس مع الفارق الشديد، والدور عليه لكي يجيبنا عن الفرق بين آل قذافي وآل أسد وآل نجاد.

السقوط الكبير لـ "حزب الله" الإيراني- اللبناني


السقوط الكبير لـ "حزب الله" الإيراني- اللبناني
داود البصري
السياسة الكويتية 23-ربيع الآخر-1432هـ / 28-مارس-2011م

اتضاح المواقف و تهاوي جدران الدجل وانكشاف زيف الأقنعة, هي أهم نتائج عمليات التغيير الكبرى الجارية اليوم بشراسة لا نظير لها في العالم العربي , وسقوط الأنظمة القمعية الإستئصالية الوراثية التي حولت البلاد لمزرعة سلطوية لأبناء العشيرة الذهبية أو لمماليك العصر الحديث و الشعب زمراً من العبيد التي تسبح بحمد جزارها , كان من المسائل المفروغ منها , فمنذ أن سقطت أصنام الهزيمة في وحل هزائمها كان واضحا بأن الشعوب قد استعادت زمام المبادرة و بأن عمليات الكنس و التطهير الكبرى التي بدأها الشعبان التونسي و المصري ثم توالت الأحداث تباعا في طرابلس الغرب وجماهيرية العقيد وجمهورية شاويش اليمن لتحط رحالها في دمشق التي هي على موعد دائم مع التاريخ ومع رياح التغيير , و السقوط المقبل القريب بعون الله للنظام الإرهابي الدموي السوري سيكون حدث الموسم و المفاجأة الدولية الكبرى في الشرق الأوسط .
فهذا النظام الذي كان عرابه يتبجح قبل أيام قليلة بالقول بأن وضعه يختلف تماما عن وضع رئيسي تونس و مصر سرعان ما كذبت توقعاته انتفاضة الشعب السوري الكبرى التي انطلقت من مسجد بني أمية العريق لتحط رحالها أمام بوابة وزارة الداخلية قبل أن تمضي جنوبا صوب درعا الشهيدة لتتواصل مع الأيام حتى يشهد الوطن السوري الكبير ثورته الشعبية العارمة التي ستنهي حكم نظام البعث السوري البائس المفلس بعد أن تحول مملكة مماليكية ومزرعة وراثية إستخبارية وأخطبوطاً مالياً ومافيوزي رهيباً , وبعد أن أنجبت الأسرة الحاكمة مجموعة جديدة من القتلة و الإستئصاليين بقيادة الرفيق الفريق ماهر الأسد الذي أستأسد في قتل شعبه بينما تأرنب في تحرير الجولان , و كان من الطبيعي أن يتنادى لنصرة النظام المتهاوي حلفاؤه المخلصون و أتباعه و كان طبيعيا للغاية أن يبرز الدور اللوجستي و القتالي لعصابة الرفيق الملا المبارز حسن نصر الله الذي هو رجل النظامين المتحالفين ستراتيجيا و إرهابيا , السوري والإيراني , وكان طبيعيا أيضا أن يعتمد النظام السوري على الخبرات القتالية و المهارات العصابية لمقاتلي حزب نصر الله في قتل الشعب السوري و في استئصال قوى الحرية السورية , فإنتصارها الحتمي القادم يعني أساسا ضربة ستراتيجية مباشرة للمشروع الطائفي و الإيراني في المنطقة , كما يعاني أيضا بأن حزب خامنئي و نصر الله حينما يبدع في سحق الشعب السوري فهو إنما يمارس حربا دفاعية مشروعة من وجهة نظره الخاصة لدفع الضرر الكبير الذي سيصيبه فور سقوط النظام السوري و انكشاف الملفات الاستخبارية و افتضاح أمور و بلاوي عديدة لايراد لها أن تكون ظاهرة للعيان .
فالنظام السوري بعد أكثر من ثلاثة عقود طويلة على إبرام التحالف الستراتيجي مع نظام طهران قد بنى شبكة استخبارية و عملياتية كبرى و أسس لمشاريع إرهابية كبيرة بعضها تم تنفيذه فيما تم تأجيل بعض الحلقات إضافة إلى مشاريع مستقبلية تساهم في شد أزر الفاشية و قوى الظلام الإرهابية, وضع حزب نصر الله خبرات مقاتليه في خدمة النظام السوري إنما هو أمر يؤكد التحالف العضوي بين أهل المشاريع الطائفية التقسيمية , فهذا الحزب نفسه الذي هو أداة إيرانية متقدمة في العمق العربي قد مارس الدور الإرهابي نفسه مع جماهير انتفاضة طهران الكبرى في الربيع الماضي وهو اليوم يحاول خائبا منع نجاح انتفاضة الشعب السوري الكبرى التي ستكلل في النهاية بالنجاح مهما سفك السفاحون الفاشيست من دماء و مهما بلغت التضحيات , فقطار الحرية السوري قد انطلق وهو لن يتوقف إلا في محطته النهائية حيث كنس نظام العائلة و العشيرة و المماليك و الأتباع , ولن يستطيع حزب الشيطان الإيراني و لا حسن نصر الله و لا أفواج الدجالين العاملين في خدمة مشروعه الإيراني و من ضمنهم بعض الزعامات الطائفية العراقية التافهة من الوقوف بوجه أعاصير التغيير , لقد سقط الدجالون في شراك دجلهم الثقيل , واثبت "حزب الله" بأنه مجرد كذبة بعد أن ارتضى لنفسه أن يكون مملوكا رخيصا في خدمة نظام المماليك الاستخباري السوري الساقط لا محالة.. إنها أبشع نهاية بكل تأكيد , فسيسحق أحرار سورية الحرة كل رموز الدجل و العار و الخديعة والغدر.

بئست "المقاومة" وبئس "المقاومون"


بئست "المقاومة" وبئس "المقاومون"
د. ياسر سعد
موقع المسلم 23 من جمادى الأولى 1432هـ / 26 من إبريل 2011م

للنفاق والمنافقون في التاريخ دور بارز في محاربة الأمة ومحاولة اختراق صفوفها من خلال رفع الصوت عاليًا بشعاراتها وأهدافها وقيمها والتشكيك بالآخرين وكَيْل التهم العنيفة بحقهم، بينما هم في واقع الحال يزرعون أرضها بالألغام ويتصيدون الأوقات الحرجة والحاسمة لينفضوا من صفوفها وينقضوا عليها طعنًا وغدرًا. في العصر الحديث اصطُلِحَ على تسمية أولئك الخفافيش بالطابور الخامس، وهم بكل الأحوال أخطر ما يمكن أن تواجهه الأمة من تحديات وتلاقيه من مخاطر.
وإذا كانت المقاومة تشكل علامة ناصعة على حياة الأمم وحيويتها، ومتانة مناعتها العقائدية والفكرية، ورفضها الإنساني للذل والاحتلال بكافة أشكاله وصوره، فإن تلك المقاومة كانت أكثر من تعرض للطعن والتشويه من أكثر الناس حديثًا عنها، ورفع الصوت عاليًا بها، والتشدق باحتكارها بطرق تثير الاشمئزاز. وإذا كانت المقاومة من أنبل الأخلاق الإنسانية وأكرمها، فإنها تقتضي من أدعيائها أن يكونوا على مستوى رفيع من الخلق والاستقامة، والالتزام بمعايير واضحة من الصدق والمبدئية. ليس المقصود هنا بطبيعة الحال النظام السوري، والذي شكل بامتياز وبجدارة مشروع ضرار هذا العصر، حيث تسمع منه جعجعة ولا ترى طحنًا سوى طحن الظلم والفساد، وترى منه الشعارات الكبيرة لفظًا فيما سلوكه يضج بقتل الأبرياء وقهر المواطنين، وفي حين يتعامل مع أعداء الأمة على الأرض بمهانة ودونية.
مقاومة "حزب الله" والتي شكلت مواقفها عواصف من الجدل والنقاش، فهي وللأمانة حاربت الإسرائيليين غير مرة وأبلى شبابها بلاءً حسنًا خصوصًا في حرب 2006، والتي وقفت الأمة بغالبية أطيافها مؤيدة وداعمة لها وبلا تردد. غير أن استعراض مواقف الحزب من قضايا الأمة وخصوصًا في مراحلها المفصلية، تقودنا إلى استنتاج بأن قادة الحزب- والذي يعترفون بولاية الفقيه والتي تقتضي منهم الطاعة والتبعية لطهران- يستخدمون تلك المقاومة ودماء شبابها المتحمس كأداة سياسية وعسكرية في صراع النفوذ لصالح طهران في مواجهة القوى الإقليمية وعلى رأسها الكيان الصهيوني. هذا الاستنتاج ليس تجنِّيًا ولا عبثًا ويمكن الاستدلال عليه بمواقف لا أخلاقية وقفها الحزب هوت به إلى موقعه الحقيقي، ورفعت عن الناس الغشاوة والتي رسمتها بطولات شبابه وتضحياتهم.
كان موقف "حزب الله" من احتلال العراق مخزيًا وفاضحًا، فالحزب الذي يتهم منافسيه على الساحة اللبنانية بالعمالة لواشنطن وبأنهم أزلام فليتمان، لم يؤيد المقاومة العراقية والتي كانت تواجه احتلالاً أمريكيًّا عنيفًا أدى إلى سقوط أعداد كبيرة من الضحايا. تناقض المواقف من لبنان إلى العراق كان واضحًا- ففي لبنان نقاوم وفي العراق نساوم ونؤيد لعبة الاحتلال السياسية أو بأضعف الإيمان لا نعارضها- كشف عن لا مبدئية الحزب وعن ارتهان قيادته الصارخ والمعيب للأجندة الإيرانية.
ثم جاءت أحداث لبنان في مايو 2008 حين استباح "حزب الله" الأحياء الآمنة والوادعة ورفع سلاحه بوجه اللبنانيين، فتلوث سلاح "المقاومة" حين وجه لصدور مواطنيه تحت ذريعة حمايته. موقف الحزب وقتها رُفِع عنه دعم قطاعات عريضة من الشارع العربي، والتي هالها ذلك الموقف وخيب آمالها مما أدى بالكثيرين للتشكيك بطرحه المقاوم والذي يستهدف في المحصلة الاستعلاء في الوطن وفرض الآراء والتوجهات بطريقة فوقية تستند إلى منطق القوة لا إلى قوة المنطق. وحين هبت أعاصير التغيير في العالم العربي، وقف حزب الله موقفًا مؤيدًا من الثورات وأيد بلا غموض ولا لبس الثورة المصرية، ولَمَّا تعرضت البحرين لحركات احتجاجية أيدها الحزب معتبرًا أن المواقف المشككة في تلك الثورة غير منصفة وعاب على مَنِ ارتاب بدوافع الأحداث هناك، وبالدور الإيراني متهمًا إياه بالازدواجية في المعايير والمواقف.
لم يَطُلِ الأمرُ كثيرًا حتى وصل تسونامي التغيير إلى سورية، والتي يحكمها واحدٌ من أسوأ الأنظمة دمويةً وقمعًا وفسادًا في العالم بشهادات الحقوقيين والمنظمات العالمية والإقليمية المعنية بالحقوق والشفافية. حزب الله وبجرأة كبيرة وصفاقة عجيبة، قفز عن موقفه من البحرين لينكص على عقبيه، مؤيدًا حكمًا فاسدًا وظالِمًا في مواجهة رغبة شعبية عارمة في التغيير السلمي والسعي للحرية والكرامة والتي اعترف بشار في كلمته الأخيرة أن المواطن السوري محروم منها. قصر الوقت ووضوح المشهد لم يكشف عن ازدواجية مواقف الحزب وافتقارها للأخلاق والمبدئية، بل إن اتهامه الآخرين بنقيصة واقترافه لها يفضح نفاقًا صارخًا وكذبًا فاضحًا.
وإذا صحت الأخبار الواردة من سوريا عن مشاركة عناصر من "حزب الله" في قتل وقمع المحتجين المسالمين، فإن الحزب يكون قد هوى في مستنقع جديد ليتحول من أداة سياسية إلى آلة للقمع وحول عناصره إلى مرتزقة ينافسون رجال بلاك ووتر في الانحطاط والرذيلة السياسية.

نصر الله المصري ونصر الله السوري


نصر الله المصري ونصر الله السوري
 شريف عبد العزيز
 مفكرة الإسلام 22 من جمادى الآخرة 1432هـ / 25 من مايو 2011م


العدل قيمة مطلقة، لا تعرف النسبية أبدا، فهي لا تقبل التجزئة أو التفرقة، ولا تعرف محاباة ولا تلونا، بل لا تعرف دينا ولا طائفة، عَلَّمَنَا ذلك المولى جل وعلا عندما قال لنا ﴿وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى﴾ [ المائدة: 8 ]، بل إن الله عز وجل قد أنزل عدة آيات من سورة النساء على رسوله الكريم لتبرئة يهودي من أهل المدينة اتهم ظلما بالسرقة، وقد همّ الرسول صلى الله عليه وسلم أن يبرئ ساحة الجاني الحقيقي من التهمة، ظنا منه أنه برئ، فتدخلت العدالة الإلهية لإحقاق الحق وإقامة العدل، وفضح الجاني، وتبرئة المظلوم، ولو كان هذا المظلوم هو أشد الناس عداوة للذين آمنوا.
وهذا الكلام نهديه إلى الذين يتاجرون بقضايا الأمة، ويعبثون بعواطف شعوبها، ويوالون ويعادون على مصالحهم الخاصة وأجندتهم الطائفية، فيجعلون من العدل قيمة نسبية، تمنح تارة وتمنع أخرى، فيتكلمون عندما يطيب لمصالحهم الكلام، ويصمتون صمت القبور عندما تتقاطع المصالح، وتتضارب المسارات، بمنتهى الاختصار هذا الكلام موجه إلى سيد المقاومة وزعيم الممانعة كما يحلو لأتباعه أن يسمونه؛ إلى حسن نصر الله زعيم حزب الله الشيعي.




نصر الله وربيع الثورات العربية
ـ "يا شباب مصر الأحباء إننا نرى في وجوه شهدائكم وجوه شهدائنا، ونسمع في أنين جرحاكم أنين جرحانا، ونشهد في صمودكم في الساحات صمود الأبطال المقاومين في لبنان وفلسطين في مواجهة كل الحروب والتهديدات والأخطار، يا إخواننا وأخواتنا يا شباب مصر الغالي من بعيد من بيروت ماذا يمكن أن نقول لكم: يا ليتنا نستطيع أن نكون معكم في ميدان التحرير، وأنا واحد من هؤلاء المحتشدين يشهد الله أنني أتلهف لو أستطيع أن أكون معكم لأقدم دمي وروحي كأي شاب في مصر من أجل هذه الأهداف الشريفة والنبيلة "
بهذه العبارات الحماسية العاطفية الجياشة، ختم حسن نصر الله خطابه المتلفز -كما هي عادته منذ فترة- في المؤتمر الذي عقد بالضاحية الجنوبية في 7 فبراير الماضي لتأييد الثورة المصرية، وهو الخطاب الذي مارس فيه حسن نصر الله دوره الذي يتقنه ويبرع فيه بشدة، ألا وهو دور المناضل الشريف الذي يقف بجوار ثورات المظلومين والمقهورين في كل بقاع الدنيا، ولكنه نضال بالأوهام، وجهاد بمعسول الكلام، فعله من قبل مع أهل غزة في العدوان الصهيوني عليهم في أواخر 2008، حيث تاجر بدماء الشهداء، وأطلق تهديدات جوفاء، وأرعد وأزبد، ولم يلق حجرا واحدا على ظهر إسرائيل المكشوف وهي مشغولة بكل قواتها الجوية والبرية في حرب غزة.
ـ نصر الله بدا منذ بداية ربيع الثورات العربية منفعلا مسرورا متفائلا بتهيئة الأجواء في المنطقة لمشروعه الثوري الإيراني كما صرح بذلك في مناسبات عديدة من قبل، لذلك كان حريصا كل الحرص على الدعم اللفظي للثورة المصرية والتونسية، خاصة وأن العديد من الأفراد المنتمين إلى حزبه والذين كانوا مسجونين في السجون المصرية على خلفية قضية خلية حزب الله في مصر منذ عامين وزيادة، قد استطاعوا أن يفروا من السجون في بداية الثورة، والعودة إلى لبنان، مما دفع نصر الله للقول بأن ما يحدث في مصر هو مقدمة لثورة إسلامية على الطراز الإيراني، وحاول جاهدا أن يركب ثورة التحرير، وأن يكون له فيها قدم وحضور مثلما حدث مع الشيخ القرضاوي، فكال المديح وأعلن الدعم والمباركة، وحشد أتباعه ومؤيدوه في مؤتمرات متتالية لإعلان التأييد لربيع الثورات العربية.
- ومع تنامي حمى الثورات في المنطقة شعر القائمون على المشروع الصفوي في العالم الإسلامي والعربي أن الفرصة مواتية للوثوب على البحرين واقتطاعها من جسد الأمة العربية والإسلامية، وتحقيق نبوءة الدعي "الخميني" بضم البحرين لمملكة الفرس الجديدة، ومن ثم انفجرت الأوضاع الهشة والمأزومة في نفس الوقت، في بلاد البحرين، وأبدت العديد من الشرائح الشيعية في البحرين تأييدها صراحة للطمع الإيراني في البحرين، واضطربت الأوضاع بشدة في البحرين مما استدعى دخول قوات درع الجزيرة التي نجحت بفضل الله وحده في إفساد المؤامرة الصفوية على أرض البحرين.
نصر الله تحول في البحرين من داعم للثورات العربية ومؤيد لها معنويا إلي خصم وعدو أيدلوجي وسياسي للحكومة البحرينية، فقد انتقد نصر الله الحكومة البحرينية ومجلس التعاون الخليجي بشدة على إرسال قوات درع الجزيرة لقمع ثورة البحرينيين، وذلك في مؤتمر عقده بالضاحية الجنوبية في 19 مارس الماضي، ووجه خلاله عبارات قاسية تصل لحد السب والقذف في حق آل خليفة حكام البحرين، واتهمهم بظلم شيعة البحرين وتعذيبهم، ولم يبال نصر الله بما أقدمت عليه الحكومة البحرينية بمنع إعطاء تأشيرات للبنانيين خوفا من تسلل عناصر حزبه المشئوم إلى البحرين ومساعدة الثوار، مما كبد لبنان هذا البلد الهش الضعيف خسائر ضخمة من أجل أن يبدو نصر الله في صورة نصير المظلومين وملهم الثائرين.




نصر الله والثورة السورية
- استمر نصر الله في ركوب موجة الثورات العربية وقد حمت وتيرة تأييده للثورات العربية على الأنظمة الاستبدادية، وقد بلغ أوج نشاطه الثوري وجهاده الحنجوري، من خلال إطلالاته المتتالية من جحره الخفي بالضاحية الجنوبية، وخطاباته التليفزيونية الملتهبة، حتى وقع ما لم يكن في حسبانه، ولا في حسبان أسياده في دمشق، واندلعت الثورة السورية، وخرجت جموع السوريين في شتى أرجاء الوطن السوري الكبير هاتفة بالحرية والقضاء على الظلم والفساد والاستبداد، وقابل النظام السوري الثوار بكل وحشية وبدلا من العصي وخراطيم المياه، انطلقت رصاصات الغدر والطغيان في صدور العزل والأبرياء، وسقط أكثر من ألف شهيد من أحرار سوريا من الرجال والنساء والأطفال.
- نصر الله الذي لعلع في مصر وليبيا واليمن والبحرين، تحول إلى نصر الله الصامت الذي لا يري ولا يسمع ولا يتكلم، وأصيبت الحنجرة الْجَهْوَرِيَّة بالخرس التام، وتحول المناضل الثوري، ومشروع الشهيد وحامل هموم الأمة -كما يصف نفسه- إلى شيطان أخرس لا يجرؤ على الكلام عن الثورة السورية من قريب أو بعيد، والرجل الذي شجع الشعب العربي على الثورة ضد زعمائه الفاسدين وتمنى له النجاح، الذي فرح جدًّا عندما انصرف عدوه وعدونا أيضًا "حسني مبارك" الزعيم الذي تجرأ على اعتقال نشطاء حزب الله من منصبه، أو عندما بدأت المظاهرات ضد "القذافي"المشبوه الرئيسي في اختفاء موسى الصدر "مؤسس النهضة الشيعية في لبنان ومحي آمالهم" في ليبيا في العام 1978 طالب بإسقاطه، يقضي على نفسه بالصمت عندما يبدأ اللهيب بالوصول إلى قصر بشار الأسد، فنصر الله الذي نجح في إحداث ثورة سياسية بامتياز داخل لبنان، قد اختار الانحياز إلى صف الطغاة وتعديل مؤشر العدالة والحرية ناحية القصر الرئاسي بدمشق وذلك لأسباب كثيرة، وهي بالمناسبة أبعد ما تكون عن خندق الممانعة والمقاومة والتصدي للهيمنة المزعومة للأمريكان والصهاينة في المنطقة.
- فنصر الله يعلم جيدًا أن سوريا الأسد تضمن له الكثير من الدعم والإسناد في منطقة مليئة بالأعداء والخصوم والرافضين لمنهج وعقيدة وحركية الحزب المثير للجدل، فالأسد ليس فقط أخ الطائفة، وقرين العقيدة لنصر الله وحزبه، ولكنه أيضا الحليف السياسي والاقتصادي والاستراتيجي لحزب الله، وحبال الأسد السرية تمد جسد الحزب وأمينه -غير الأمين- بما يلزمه من مقومات البقاء والمعاندة والمراغمة لقوى الأغلبية السنية الساحقة في المنطقة، فالسلاح الإيراني يتدفق إلى الحزب الثوري! عبر موانئ سوريا، وكذلك الأموال الطائلة والكوادر التدريبية والكفاءات القتالية وأحدث الأنظمة في التثوير والتحريض والانقلاب، وغيرها من المساعدات التي تبقي هذا الحزب الثوري رقمًا عَصِيًّا على الساحة الإقليمية يصعب تجاهله أو تجاوزه.
- نصر الله يعلم جيدًا أن المسألة أبعد من كونها مصلحة طائفية أو قرابة علوية، فنصر الله بدون الأسد، يجد نفسه محصورًا في قطعية جغرافية، بعيدًا عن أسياده في إيران، نصر الله بدون الأسد، وحيدًا في لبنان بلا دعم سياسي ولا اقتصادي ولا عسكري، نصر الله بدون الأسد لن يغادر جحره في الضاحية ولن يطل على إطلالاته المتتالية في كل مناسبة على شاشات التلفاز، ليلقي مواعظه التي سأمها الجميع، ويمارس دجله السياسي والثوري الذي انكشف عند أول اختبار حقيقي لصدق قنابله الإعلامية!
ــ والعجيب أن بقدر ما يحتاج نصر الله الأسد، يحتاج الأسد نصر الله، وعلى نحو مفعم بالمفارقة، فإن الخطر المحدق بحزب الله من سقوط الأسد هو أيضًا السور الواقي للرئيس السوري، فلقد أثبتت الأيام أن دور حزب الله في الثورة السورية لهو أخس وأحقر الأدوار التي لعبها هذا الحزب الشائن وأمينه الماجن، فلقد كشف المعارض مأمون الحمصي أن كوادر من حزب الله الشيعي اللبناني قد اشتركت مع الشبيحة الموالين لماهر الأسد في مجزرة حمص في 19 إبريل الماضي وهي المجزرة التي أوقعت ثلاثين فتيلا ومئات الجرحى، وقد وقع في أسر الثوار العديد من مقاتلي حزب الله، مما كشف عن الدور الخبيث الذي يلعبه نصر الله على أرض سوريا دفاعا عن بني دينه الأسد.
- ولقد كشف الشعب السوري حقيقة العميل الإيراني صاحب الألعاب النارية لمسرحية ما بعد حيفا، وحسن نصر الله بالرغم من أن جرائمه وطائفيته المقيتة قد كشفته وكشفت تهريجه وعمالته منذ أن شرع في أبناء وطنه اللبنانيين في يوم وصفه باليوم المجيد في حياة لبنان -8 مايو 2009- وشرع في تصفية أبناء السنة في العراق ومساعدة ميليشيات الموت هناك، وتدريب رافضة القطيف كذلك على حمل السلاح وتدريب رافضة البحرين على التخريب والتفجير، إلا أن جرائمه مع الشعب السوري قد كشفته وفضحت طائفيته وخيانته لقضايا وهموم الأمة.
ولأول مرة تخرج الجماهير العريضة بمئات الألوف في بلد عربي، وهو حمص في يوم الجمعة الماضية 20مايو وهي تهتف هادرة "يا الله يا الله تلعن حسن نصر الله" وهذه الانتفاضة والاستيقاظ من جانب السوريين الذين كانوا أكثر الشعوب العربية تعاطفًا مع نصر الله وحزبه من جراء دعاية النظام البعثي وأبواق الأسد، لهي أكبر دليل على انهيار هذا الصنم الذي ظل لفترة طويلة يخادع الجماهير ويعبث بعواطفهم ويلهب حماسهم، فقد انكشف الغطاء وبرح الخفاء وأصبح السر علانية، ولكن الذي أنا متأكد منه أن نصر الله الذي يجيد تغيير بوصلة ولاءاته جيدًا، ربما يخرج علينا غدًا أو بعد غدٍ ليعلن انضمامه وتأييده لثورة الأحرار في سوريا، ولا عجب في ذلك فنصر الله هو التجسيد الحقيقي الكامل لعقائد طائفة لا ترى أي وزن للقيم والمبادئ والمثل والأخلاق في سبيل تحقيق المصلحة ولا شيء عنده يرجح فوق المصلحة.

النظام السوري باع الجولان واليوم يسحق الشعب


النظام السوري باع الجولان واليوم يسحق الشعب
د. عبدالرحمن مبارك الدوسري
السياسة الكويتية 27-رجب-1432هـ / 29-يونيو-2011م 


تواترت الروايات في ما يتعلق باحتلال إسرائيل لهضبة الجولان السورية أثناء حرب عام 1967 بين العرب وإسرائيل أن هذا الاحتلال لم يكن أمرًا طبيعيًا وذلك بسبب الوضع الجغرافي المحصن لهذه الهضبة باعتبارها في وضع مرتفع جدًا يصعب معه على الجيش الإسرائيلي احتلالها, وإنما تم الاحتلال الإسرائيلي بطريقة سهلة وبأسلوب خياني في الجانب السوري.
ففي إحدى هذه الروايات المتواترة المنقولة عن بعض ضباط الجيش السوري المشاركين في القتال إن الجيش السوري كان على وشك تحقيق نصر كبير على إسرائيل حيث نزل الجيش السوري من هضبة الجولان وكان يلاحق فلول الجيش الإسرائيلي المندحر وفجأة تلقى الجيش السوري الأوامر من وزير الدفاع السوري - آنذاك - حافظ الأسد بضرورة الانسحاب بسبب سقوط الجولان في يد إسرائيل, وهو أمر مستغرب, إذ كيف تسقط الجولان والجيش الإسرائيلي داخل الأرض المغتصبة سنة 1948? وهذا دليل على أن حافظ الأسد كان يخطط للوصول للحكم منذ ذلك الوقت, وانه تنازل عن الجولان لإسرائيل مقابل صفقة معها لكي يصل للحكم ثم بعد ذلك يتخذ من الجولان ورقة للمناورة من اجل الاستمرار في الحكم.
وما يؤكد ذلك عدم وجود أي مقاومة مسلحة من الجانب السوري منذ سنة 1967 حتى اليوم بهدف تحرير الجولان, كما أن ما يؤكد ذلك انزعاج إسرائيل من انتفاضة الشعب السوري الحالية ضد نظام الحكم الاستبدادي الخائن لكونها ترى مصلحة لها في استمرار هذا النظام حيث ظلت جبهة الجولان هادئة طيلة فترة حكم حافظ الأسد ثم فترة حكم ابنه بشار الحالية.
وبدلاً من أن يعمل هذا النظام الطائفي على تصحيح الخطأ التاريخي ببيع الجولان بالعمل على تحريرها كما فعلت مصر بتحرير سيناء والأردن بتحرير أراضيه في وادي عربة, وتحسين مستوى حياة الشعب السوري رأيناه يقوم بإشعال وقود الفتنة وعدم الاستقرار في لبنان, ويقوم بخدمة أهداف إيران التوسعية والمذهبية في المنطقة العربية, كما رأيناه يقوم بقمع وقتل الشعب السوري كما حصل في حماة سنة ,1982 حيث قتل ما يزيد عن 20 ألفًا وتم اعتقال ما يزيد عن 40 ألفًا لا يزال مصيرهم مجهولا حتى اليوم.
وكما يحدث اليوم حيث واجه النظام الظالم انتفاضة الشعب السوري بكل قواته المسلحة وجلاوزته وجلاديه يساعده في ذلك النظام الصفوي الإيراني وما يسمى بـ»حزب الله« باعتبار أن استمرار النظام السوري الاستبدادي والطائفي يخدم مصالح إيران و»حزب الله« ولكن الشعب السوري بإذن الله سيستمر في ثورته حتى يحقق النصر بإسقاط هذا النظام الفاسد ولن يثنيه عن ذلك ازدياد عدد الشهداء ومدرعات ودبابات النظام العميل, بل إن زيادة عدد الشهداء تكون دفعا قويا للاستمرار في الانتفاضة, فالشعب السوري أدرك أن هذا النظام أصبح من مخلفات الماضي وانه لن يقوم بأي إصلاح جدي مادام انه يعتمد في الحكم على القمع والفساد والطائفية والتحالف مع ايران و»حزب الله«.

الخامنئي ودماء الشعب السوري!


الخامنئي ودماء الشعب السوري!
داود البصري
السياسة الكويتية 4-رجب-1432هـ / 6-يونيو-2011م 


الفتوى المعلبة و الاتهامية و الجاهزة التي أطلقها مرشد النظام الإيراني ووليه الفقيه آية الله علي خامنئي ضد الثورة الشعبية السورية الكبرى و اتهامها بكونها عملا مدبرا من تدبير الولايات المتحدة! هي استهانة فظيعة و ظالمة لدماء الشهداء السوريين من مسلمين و مسيحيين وهي فتوى سياسية ذات أغراض دنيوية متحيزة لاعلاقة لها أبدا بالقيم الإسلامية ولا بالمعايير الدينية القحة التي تصنف الظالم ظالماً و المجرم مجرماً الدموي دموياً بصرف النظر عن أصله و فصله حقيقة لا أدري وفق اي معايير صنف خامنئي ثورة الشعب السوري بكونها ثورة مدعومة أميركيا ؟ وماهي الأدلة الشرعية والثبوتية التي تدعم رأيه ؟
وهل يمتلك وثائق رسمية معينة تؤيد رأيه و تساند طروحاته ؟ و إني لأتساءل حقيقة كيف يبرر الخامنئي إستشهاد أكثر من ألف شهيد سوري في ساحة المواجهة مع نظام القتلة و البرابرة في الشام ومع استمرارية مهرجان القتل و سفك الدماء ؟
وهل يرضى الخامنئي عن قتل الأطفال بالجملة والمفرق و عن حملات القمع التي تقوم بها المخابرات السورية وعناصر "الشبيحة" المجرمين الذين يرفعون شعارات تؤله قائد البرابرة و تجعله آلها فوق الآلهة ؟ هل يرضى الولي الفقيه وهو ولي أمر المؤمنين كما هو مفترض وضمن واجباته الشرعية المعلنة عن كل هذا القدر الهائل من سفك الدماء لمسلمين وموحدين كل ذنبهم هو رفضهم للظلم و للمطالبة بحريتهم و كرامتهم و أرزاقهم و مستقبل أبنائهم ؟
كيف يتهم الخامنئي كل هذا القدر الهائل من الشهداء بالعمالة للولايات المتحدة ؟ وهل الولايات المتحدة مصنعا للشهداء و المقاومين ؟ هل يعلم الخامنئي شيئا أي نزر ولو بسيط من تاريخ الشعب السوري المقاوم ضد الإستعمار و الصهيونية وكل أشكال الهيمنة والاستغلال ؟
لقد قدم الشعب السوري قوافل متلاحقة من الشهداء في مقاومة الاستعمار الفرنسي بل أن بطل معركة ميسلون التي فتحت أبواب دمشق أمام الاحتلال الفرنسي عام 1920 الجنرال يوسف العظمة قدم حياته رخيصة رفضا للهزيمة و الاحتلال ! وهو موقف حر و شجاع لا يوجد في كل التاريخ الإيراني المعاصر ما يوازيه أو يساويه في الشجاعة و الإيثار؟
على من يعزف الخامنئي مزاميره وهو يلوث دماء الشهداء الذين سقوا بدمائهم ربى الجولان و كل معارك العرب القومية الكبرى فيما كان الإيرانيون مزرعة من مزارع إسرائيل وهم حتى اليوم لم يطلقوا طلقة واحدة على الإسرائيليين إلا من خلال المذياع و خطب المنابر و حملات المزايدة و التسويق الكاذبة المدفوعة الثمن ؟ كيف يتجرأ الخامنئي على دماء الشهداء في الشام الحرة بكل هذه الخفة ؟ ومن يحسب نفسه لكي يكون قيما على ثورات الشعوب الحرة العريقة التي علمته و أصنافه معنى الثورة و الحرية و الكرامة ؟
أليس من الأولى و الأجدى له الالتفات لمصائب إيران و لانفجار الشارع الإيراني ذاته الذي هتف و مازال يهتف بشعاره الخالد "مرك بر دكتاتور" أي الموت للديكتاتور ! و طبعا السيد خامنئي يعرف جيدا من هو الديكتاتور الحقيقي! وهو الشارع الذي يتهيأ اليوم للانتفاض و الثورة و إطلاق العنان لقواه الحرة التي ستعيد صياغة المشهد الإيراني و الإقليمي من جديد و سيعيد وضع النقاط على الحروف ليس من حق الخامنئي ولا من هو أكبر منه تشويه كفاح وجهاد ودماء شهداء شعب سورية العظيم الشجاع الذي يرتدي أبطاله أكفانه كل يوم وهم يقارعون أردأ خلق الله من الطواغيت الوراثيين الذين هدموا المدن السورية الحرة على رؤوس أهلها ؟ كما أن ثوار الشام و أبطاله الصناديد لا يأخذون الشرعية ولا فتاوى النفاق و المصلحة من أي طرف كان فمرجعيتهم الأولى و الأخيرة هي رب العزة و الجلال الواحد الأحد الذي سينصر عباده و سيفضح القتلة و البرابرة و يخزيهم في الدنيا قبل الآخرة و سيشفي صدور القوم المؤمنين و ليس المنافقين!
و للسيد خامنئي أقول بأن معدن وحقيقة السياسة الإيرانية قد تبلور وهو إرتباطها بالمصالح القومية الدنيوية البعيدة عن الدين ومرجعية الخامنئي ليست مرجعية فقهية قحة بل أنها مرجعية سياسية صرفة مغطاة بجبة الدين و التقوى ، و إلا فأن الحق واضح فأعرف الحق تعرف أهله ، والاتهام الخامنئي لشهداء الشام من الرجال و الأطفال و النساء و الشيوخ هو اتهام ظالم وقد رد عليه أهل الشام خير رد بحرق الأعلام الإيرانية المنحازة للظالم و الطاغوت ، عموما الثورة السورية ستنتصر على الدجالين و البرابرة ، ووجه المنطقة سيتغير بالكامل و ستسود وجوه و تبيض وجوه و سنرى القوم سكارى من شدة ضربات الثوار المؤمنين بربهم و عقيدتهم النقية من الخرافات و بحقهم الكامل في الحرية ، ولا عزاء للدجالين وهم يتخبطون خبط عشواء…!

جراثيم المخابرات السورية وجرذان الحرس الثوري الإيراني!


جراثيم المخابرات السورية وجرذان الحرس الثوري الإيراني!
داود البصري
السياسة الكويتية 25-رجب-2011م / 27-يونيو-2011م 

المعركة الوجودية لنظامي دمشق وطهران باتت مفتوحة على أكثر من اتجاه تصعيدي قد يوسع مساحات إدارة الصراع الإقليمي ليمتد طوليا وعرضيا، فمعركة الحرية في الشام هي من طراز المعارك التاريخية الكبرى التي تؤسس نتائجها لأوضاع سياسية وأمنية مختلفة بالمرة، والحرب المقدسة التي يشنها أحرار الشام البواسل ضد نظام الوحوش و»الشبيحة« البعثي الآيل للسقوط تتعدى حدودها وميادينها الإطار الداخلي السوري لتشمل الإقليم الملتهب بأسره.
إنها حرب حسم المواقف وإنهاء الأوضاع الشاذة وحيث حشد نظام القتلة والجلادين السوري كل قواه واحتياطياته الداخلية والخارجية للخروج من الورطة القاتلة التي وجد نفسه فيها بعد أن قرر الشعب السوري بنفسه وبقوته الذاتية، وبدماء أحراره وحرائره قلب الطاولة على رؤوس المستبدين. وحسم الصراع التاريخي، وبالمقابل فإن قادة النظام الإرهابي وعلى رأسهم المعلم الكبير والجلاد الأعظم لم يعدموا الوسيلة ولا الفرصة لإهانة دماء شهداء الشعب ووصف الثوار والمنتفضين ودعاة الحرية بأوصاف غير لائقة كالمندسين والإرهابيين وأخيرا الجراثيم!، وهي جميعها توصيفات تعبر عن حقيقة مطلقيها ولا تعبر أبدا عن حقيقة المارد الشعبي السوري الذي يفجر بدمائه أعظم وأشرف ثورة شعبية عربية في التاريخ الحديث، ومن الطبيعي إزاء المصير القاتم الذي ينتظر النظام وأقطابه والمحاكمات التاريخية التي ستكون دمشق ميدانها والتي ستكشف رزايا ومصائب وملفات سوداء، ومؤامرات كثيرة. أن يحشد النظام أنصاره ومواليه وحلفاءه الشعوبيين وخصوصا، أهل النظام الإيراني الذي يبذل جهودا جبارة ومضاعفة لمنع إنتصار الثورة الشعبية السورية، وهو أمر أكبر بكثير من قدراته وإمكانياته، فجرذان الحرس الثوري الإرهابي الذين فشلوا في البحرين فشلا ذريعا، والمنتشرين في دول الخليج العربي، والذين يتخذون من العراق المحتل قاعدة عملية وميدانية لتحركاتهم باتوا يهددون اليوم بعد أن وصلت سكاكين الحرية الى رقابهم الغليظة بردود فعل إنتحارية وتصعيدية لحماية معابدهم الإرهابية في الشام وقواعدهم العميلة لهم وأبرزها عصابة حسن نصر الله الذي لم يحترم عمامة رسول الله التي يتلفع بها رياءا ونفاقا ويغمض عيونه عن معاناة ودماء الشعب السوري المراقة على أيادي البعثيين البغاة والشبيحة المجرمين وليتنكر لكل القيم الإسلامية الحقة التي لا تعترف بالنفاق و تنتصر للإنسان أولا وأخيرا.
لقد سقطت البراقع عن الوجوه الإرهابية والمنافقة وأصحاب وأهل المشروع الصفوي الشعوبي الإيراني المتدثر بعباءة المقاومة والممانعة المزعومة قد كشف دجلهم وبانت معادنهم الحقيقية المنافقة والمتآمرة على حرية الأحرار، ولن يفلح الطغاة من حيث أتوا، وسيفضحهم رب العزة و الجلال، وجراثيم فروع المخابرات السورية وجرذان الولي الخراساني الفقيه لن توقف أو تمنع أبدا تيار الحرية السورية المتدفق الذي يزداد صلابة وتجذرا كل يوم. لقد عانق الشعب السوري الحرية والكرامة، والتاريخ لا يمكن أن يعود للخلف أبدا، ودماء الشهداء الذين سطروا ملحمة الثورة الشعبية السورية ستظل أبد الدهر عن الثأر تستفهم وستثأر بكل تأكيد من كل جرثومة استخبارية ومن كل جرذ إيراني أو من عصابة حسن نصر الله الذين تلوثت أياديهم بدماء الأحرار.
معركة الحرية السورية المقدسة تزداد سخونة وملحمية وتجذرا، وكل ضحكات وسخريات وترهات (المعلم الكبير) لن تصلح وضعا أو تقوم اعوجاجا، او تطيل في عمر نظام قمعي وراثي استنساخي انتهت صلاحيته للاستهلاك السلطوي وبات مطالبا اليوم بتقديم جردة حساب تاريخية وشاملة عن كل جرائم الحاضر وملفات الماضي الدموية السوداء، فالجرائم الشنيعة ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم، وحساب العقود الخمسة الدموية الماضية ستكون ثقيلة للغاية.
فجر جديد يتهيأ الشعب السوري لاستقباله اليوم بكل فخر وكرامة وسيفضح رب العزة والجلال لوبيات التآمر الإيرانية / البعثية بكل جراثيمها وجرذانها المعروفين أو المستورين! مارد الحرية السوري أكبر وأجل من كل الدجالين.. والأيام بيننا.

إيران والأمة الإسلامية !!



إيران والأمة الإسلامية !!


نقلا من موقع الراصد

 من المتفق عليه اليوم أن هناك أزمة بين النظام في إيران والمسلمين في كثير من الدول، وهي تتفاوت في حجمها وعمقها وموضوعها وتاريخها من بلد إلى بلد.
* ففي إيران نفسها هناك أزمة بين النظام والإصلاحيين وفريق من المحافظين وكثير من أبناء العرقيات وجميع أهل السنة!
* وفي العراق هناك قطاعات شيعية دينية وعلمانية علاقتها بإيران متوترة، وكثير من أهل السنة يعلنون عداءهم لسياسات ونفوذ إيران الضار بالعراق وبهم.
* وفي غالب دول الخليج هناك توتر عالي المستوى تجاه تصرفات إيران وأطماعها ونواياها.
* وفي سوريا هناك تنديد بالدعم الإيراني للإبادة التي يقوم بها نظام بشار، وقبل ذلك كان هناك تخوف من مشروع التمدد الشيعي في سوريا.
* وفي لبنان يراقب العالم كله بحذر محاولة خطف لبنان وإخفائها تحت عباءة  الفقيه الإيراني.
* وفي الأردن وفلسطين محاولات اختراق لكسب المتعاطفين والمنخدعين بالشعارات البراقة للمقاومة والممانعة.
* وفي مصر هناك رفض لتصريحات إيران والمرشد التي تحاول سرقة ثورة الشعب المصري وجعلها رجع صدى لثورة الخميني !!
* وفي دول المغرب العربي هناك صرخات تحذير من مشاريع تغلغل وتسلل للنفوذ الإيراني تحت عناوين مختلفة.
* وفي جزر القمر جرت سرقة الحكم من خلال تجاوز الدستور والتزوير للانتخابات.
* وفي دول أفريقيا هناك صراع مكتوم لتثبيت السيطرة الإيرانية وبث التشيع من خلال المال والجاليات اللبنانية الشيعية هناك.
* وفي دول آسيا هناك نشاط محموم لكسب الشباب والفتيات للولاء للمرشد.
* وفي أفغانستان مخططات تجري علناً للاحتفاظ بجزء كبير من الكعكة الأفغانية التي تعاونت إيران مع "الشيطان الأكبر" على سرقتها.
* وبين الجاليات الإسلامية في أوروبا وأمريكا جهود مكثفة للسيطرة على الجالية وتسخيرها لخدمة الأجندة الإيرانية.
وهذه الأزمات المتعددة وصلت لحد طرد السفير في المغرب، وتدخل قوات درع الجزيرة في البحرين، والقبض على جاسوس في القاهرة، ومظاهرات لإقالة رئيس الحكومة بالكويت ، والتصريح الواضح في المظاهرات في العراق بأن تكف إيران عن مشاركة أمريكا في احتلال العراق والتدخل في شؤونه. وسبب هذه الأزمات الكثيرة والمتكررة أن السياسات الإيرانية تتميز بأمرين مهمين:
1- تحقيق المصالح الذاتية لها انطلاقاً من رؤيتها الشيعية والقومية الفارسية بغض النظر عن الشعارات والوعود التي تطلقها، مثل نصرة المستضعفين، ومحاربة الشيطان الأكبر، وتحقيق العدالة،  ودعم المقاومة…
2- أن هذه المصالح الإيرانية الذاتية تتصادم مع المصالح الإسلامية العليا !!
 ولو حاولنا استعراض أمثلة تبرهن على تقدم هذه المصالح على الشعارات في السياسة الإيرانية نجد ما يلي:
-       قتل الخميني لمعارضيه وحلفائه في الثورة، خلافاً للعدالة والمشاركة.
-       ظلم الخميني للأقليات العرقية والمذهبية في إيران، خلافاً لتحرير الشعب الإيراني.
-       رفض الخميني المتكرر لوقف الحرب مع العراق، خلافاً للشريعة الإسلامية.
-   استمرار الخميني في تبني مظالم النظام الشاهنشاهي مثل احتلال دولة الأحواز العربية، والجزر الإماراتية الثلاث، خلافاً لنصرة المستضعفين.
-   تصدير الثورة والإرهاب للدول المجاورة، كالتفجيرات في مكة ومحاولة اغتيال أمير الكويت السابق، خلافاً للشريعة وحرمة الحرم، والوحدة الإسلامية وحسن الجوار.
-       استنكاف إيران عن دعم الجهاد الأفغاني ضد الروس، خلافاً لنصرة المجاهدين والمقاومة.
-       تأييد مجازر حافظ الأسد في مدينة حماة، خلافاً لمحاربة العلمانية والبعث!!
-       استيراد السلاح من إسرائيل وأمريكا لحرب العراق، خلافاً لمعاداة الشيطان الأكبر.
-       السكوت عن جرائم حركة أمل الشيعية بحق الفلسطينيين في لبنان، خلافاً لنصرة المستضعفين.
-       المساهمة في احتلال أفغانستان والعراق، خلافاً للوحدة الإسلامية ومعاداة الشيطان الأكبر.
-   تأييد الحرب الطائفية في العراق ودعم الميلشيات الشيعية، خلافاً للوحدة والتقريب بين المذاهب بعد احتلال أمريكا للعراق 2003
-       نشر التشيع في أوساط السنة في الدول العربية والإسلامية، خلافاً للوحدة الإسلامية والتقريب بين المذاهب.
-       دعم تمرد الحوثيين في اليمن، خلافاً للتعاون وحسن الجوار.
- مناصرة الحكومة المسيحية في أذربيجان ضد مواطنيها الشيعة، خشية تنامى قوة الأذريين الشيعة مقابل الشيعة الفرس، خلافاً للوحدة الإسلامية ونصرة المستضعفين.
-       القمع والبطش بالمعارضة الإيرانية الشيعية في الداخل، خلافاً للعدل والرحمة وتطبيق الشريعة.  
-       تحريض شيعة البحرين على إسقاط النظام، خلافاً للوحدة الإسلامية وحسن الجوار.
-       تأييد الوحشية والإبادة بحق ثورة الشعب السوري من قبل نظام البعث السوري، خلافاً لنصرة المستضعفين.
وهذه المواقف هي غيض من فيض، وهي تؤكد سذاجة الاغترار بالشعارات والوعود الإيرانية التي تدغدغ عواطف الكثيرين من العامة والنخب مع الأسف.
 وعليه فإن إيران مطالبة بتعديل سلوكها مع المسلمين قبل أن تطالب بتطبيع العلاقات معها، وإن على المنخدعين بالشعارات الجوفاء الاستيقاظ من أحلامهم الوردية بالوحدة والتعاون والتقريب بين المذاهب، ورؤية حقيقة المواقف والسياسات الإيرانية في الواقع.
وإن بقاء الحال مع إيران على حد تعبير الوزير القطري " يكذبون علينا ونكذب عليهم"، هو خطأ كبير لأنها نصف الحقيقة، فهم يكذبون علينا أنهم لا يعملون ضدنا وهم يعملون!!

أما نحن فنكذب عليهم أننا نحبهم، ونحن لا نحبهم فقط !!
وفرق كبير بين الموقفين، فهم يعلمون أننا لا نحبهم لأنهم يسيئون إلينا ويضرون بنا بالأعمال والأفعال التي بلغت مدى بعيداً، بينما نحن نكتفي بالمشاهدة لما يفعلون ونبتسم !

غدر الشيعة بأهل البيت


غدر الشيعة بأهل البيت
نقلا من موقع البرهان
أولا : غدر الشيعة بـ (علي بن ابي طالب رضي الله عنه)
عرف عن أمير المؤمنين علي رضى الله عنه بأنه كثيرا ما كان يشتكي من شيعته ( أهل الكوفة ) فيقول : "
-            ولقد أصبحت الأمم تخاف ظلم رعاتها وأصبحت أخاف ظلم رعيتي ‍‍.
-           استنفرتكم للجهاد فلم تنفروا .
-           وأسمعتكم فلم تسمعوا .
-           ودعوتكم سراً جهراً فلم تستجيبوا.
-           ونصحت لكم فلم تقبلو .
-           أشهود كغياب ، وعبيد كأرباب ؟
-          أتلو عليكم الحكم فتنفرون منه .
-           وأعظكم بالموعظة البالغة فتتفرقون عنها .
-           وأحثكم على جهاد أهل البغي فما آتي على آخر القول حتى أراكم متفرقين أيادي سبا ، ترجعون الى مجالسكم ، وتتخادعون عن مواعظكم ، أقومكم غدوة ، وترجعون الى عشية كظهر الحية ، عجز المقوم ، وأعضل المقوم .
-           أيها الشاهدة أبدانهم ، الغائبة عقولهم ، المختلفة أهواؤهم ، المبتلى بهم أمراؤهم . صاحبكم يطيع الله وأنتم تعصونه .
-           … لوددت والله أن معاوية صارفني بكم صرف الدينار بالدرهم فأخذ مني عشرة منكم وأعطاني رجلاً منهم ، يا أهل الكوفة منيت بكم بثلاث واثنتين : صم ذوو أسماع ، وبكم ذوو كلام ، وعمي ذوو أبصار ، لا أحرار صدق عند اللقاء ، ولا إخوان ثقة عند البلاء ، تربت أيديكم يا أشباه الإبل غاب عنها رعاتها ، كلما جمعت من جانب تفرقت من جانب آخر …. "  .
وينقل لنا الدكتور الشيعي أحمد راسم النفيس موقفاً آخر لتخاذل هؤلاء الشيعة وايذائهم أمير المؤمنين علياً رضي الله عنه قال :
" أما علي على المستوى العسكري فيروي نصر بن مزاحم وكان صبيحة ليلة الهدير قد أشرف على عسكر معاوية عندما جاءه رسول الامام علي عليه السلام ان ائتني فقال : ليس هذه بالساعة التي ينبغي لك أن تزيلني عن موقفي اني قد رجوت الفتح فلا تعجلني . فرجع يزيد بن هانىء الى علي عليه السلام فأخبره ، فما هو الا أن انتهى الينا حتى ارتفع الرهج ، وعلت الأصوات من قبل الأشتر ، وظهرت دلائل الفتح والنصر لأهل العراق ، ودلائل الخذلان والإدبار على أهل الشام ، فقال القوم لعلي : والله مانراك أمرته الا بالقتال . قال : أرأيتموني ساررت رسولي اليه ؟ .
أليس انما كلمته على رؤوسكم علانية وأنتم تسمعون ؟ قالوا : فابعث اليه أن يأتيك والا فو الله اعتزلناك  . فقال : ويحك يا يزيد قل له : أقبل فان الفتنة قد وقعت . فأتاه فأخبره فقال الأشتر : أيرفع هذه المصاحف ؟ قال : نعم . قال : والله ألا ترى الى الفتح . ألا ترى الى ما يلقون . ألا ترى الى الذي يصنع الله لنا ؟ أينبغي أن ندع هذا وننصرف عنه . قال له يزيد : أتحب أنك ظفرت هاهنا وأن أمير المؤمنين بمكانه الذي هو فيه يسلم الى عدوه ؟؛ قال : لا والله لا أحب ذلك . قال : فافهم قد قالوا له وحلفوا عليه لترسلن الى الأشتر فليأتينك أو لنقتلنك
 بأسيافنا كما قتلنا عثمان  أو لنسلمنك الى عدوك فأقبل الأشتر حتى انتهى اليهم وقال : يا أمير المؤمنين احمل الصف على الصف تصرع القوم . فتصايحوا : ان كان أمير المؤمنين عليه السلام قد قبل ورضي فقد رضيت . فأقبل الناس يقولون : قد رضي أمير المؤمنين ، قد قبل أمير المؤمنين ، وهو ساكت لاينطق بكلمة مطرق الى الأرض ، ثم قام فسكت الناس كلهم ، فقال : ان أمري لم يزل معكم على ما أحب الى أن أخذت منكم الحرب ، وقد والله أخذت منكم وتركت وأخذت من عدوكم ولم تترك ، وانها فيكم أنكى وأنهك  ألا أني كنت أمس أمير المؤمنين فأصبحت اليوم مأموراً ، وكنت ناهياً فأصبحت منهياً ، وقد أحببتم البقاء وليس لي أن أحملكم على ما تكرهون ثم قعد "
قلت : ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل اتهموه والعياذ بالله بالكذب .
روى الشريف الرضي ( ومعروف من هو الرضي ) عن امير المؤمنين علي رضي الله عنه أنه قال : أما بعد : يا أهل العراق فانما أنتم كالمرأة الحامل حملت فلما أتمت أقلصت ، ومات قيمها ، وطال تأيمها ، وورثها  أبعدها ، أما والله ما أتيتكم اختياراً ، ولكن جئت اليكم سوقاً ، ولقد بلغني أنكم تقولون : علي يكذب قاتلكم الله فعلى من أكذب … "
لذا قال رضي الله عنه لشيعته : قاتلكم الله لقد ملأتم قلبي قيحاً وشحنتم صدري غيظاً ، وجرعتموني نغب التهمام أنفاساً ، وأفسدتم على رأيي بالعصيان والخذلان " .
هذا هو حال الشيعة مع امامهم المعصوم الأول ( حسب زعمهم ) والغريب أنهم يرددون حديثاً موضوعاً نصه : ( يا علي تقبل أنت وشيعتك راضين مرضيين ويقبل أعداؤك غضاباً مقمحين ).
أهؤلاء الذين سيقبلون راضين مرضيين ؟؛؛
ثانيا : غدر الشيعة بـ ( الحسن بن علي رضي الله عنه )
ننقل هنا ما كتبه الدكتور الشيعي أحمد النفيس عن أمر الامام الحسن شيعته وأتباعه للاستعداد للقتال حيث خطب فيهم الحسن رضي الله عنه قائلاً :
 " أما بعد : فان الله كتب الجهاد على خلقه وسماه كرهاً  ، ثم قال لأهل الجهاد من المؤمنين ( اصبروا ان الله مع الصابرين ) فلستم أيها الناس نائلين ما تحبون الا بالصبر على ماتكرهون ، اخرجوا رحمكم الله الى معسكركم بالنخيلة حتى ننظر وتنتظروا ونرى وتروا . قال : وانه في كلامه ليتخوف خذلان الناس له . قال : فسكتوا فما تكلم منهم أحد ، ولا أجابه بحرف . فلما رأى ذلك عدي بن حاتم قام فقال : أنا ابن حاتم سبحان الله ؛ ما أقبح هذا المقام ألا تجيبون امامكم وابن بنت نبيكم ؟؛ أين خطباء مضر الذين ألسنتهم كامخاريق في الدعة ؟؛ فاذا جد الجد فرواغون كالثعالب ، أما تخافون مقت الله ؟ ولا عيبها وعارها ".
وذكر هذه القصة الشيعي ادريس الحسين
يعلق الدكتور أحمد راسم النفيس على خطاب أمير المؤمنين الحسن فيقول : " ان الهزيمة النفسية قد أصابتهم ، ولم تعد بهم رغبة في جهاد ، ولا بذل ، ولاتضحية ، فقد جربوا الدنيا وحلاوتها ، وباتوا يريدونها ، وهم لن يجدوا ما يطمعون فيه ، وخاصة رؤساؤهم في ظل العدل ، وانما اشرأبت نفوسهم الى بني أمية قادة المرحلة القادمة …"
وينقل ايضاً واقعة غدر الشيعة بأمير المؤمنين الحسن وطعنهم اياه فيقول : " ثم أعلن توجهه الى معسكر القتال ، وقام قيس بن سعد بن عبادة ومعقل بن قيس الرياحي فقالوا مثل ما قال عدي بن حاتم وتحركوا الى معسكرهم .
 ومضى الناس خلفهما وعبأ الامام الحسن عليه السلام جيشه ثم خطبهم …. فنظر الناس بعضهم الى بعض وقالوا : ما ترونه يريد بما قال ؟ قالوا : نظنه يريد أن يصالح معاوية ، ويكل الأمر اليه ، كفر والله الرجل . ثم شدوا على فسطاطه فانتهبوه حتى أخذوا مصلاه من تحته ، ثم شد عليه عبد الرحمن بن عبد الله بن جعال الأزدي فنزع مطرفه من عاتقه فبقي جليساً متقلداً سيفاً بغير رداء ، فدعا بفرسه فركبه … فلما مر في مظلم ساباط قام اليه رجل من بني أسد فأخذ بلجام فرسه وقال : الله أكبر ياحسن أشرك
أبوك ثم أشركت أنت . وطعنه بالمعول فوقعت في فخذه فشقه حتى سلخت أربيته ، وحمل الحسن عليه السلام على سرير الى المدائن " .
وينقل شيعي متعصب آخر هو ادريس الحسيني غدر أسلافه      فيقول : " وتعرض الامام الحسن عليه السلام الى عمليات اغتيال من عناصر جيشه ، فجاءه مرة واحد من بني أسد الجراح بن سنان وأخذ بلجام بغلته وطعن الامام في فخذه فعتنقه الامام وخرا الى الأرض حتى انبرى له عبد الله بن حنظل الطائي فأخذ منه المعول وطعنه به ، وطعن مرة أخرى في أثناء الصلاة " .
يقول المرجع  الشيعي الكبير محسن الأمين العاملي : " فبويع الحسن ابنه ، وعوهد ، ثم غدر به ، وأسلم ، ووثب عليه أهل العراق حتى طعن بخنجر في جنبه " .
ويقول محمد التيجاني السماوي : " كما اتهم بعض الجاهلين الامام الحسن بأنه مذل المؤمنين عندما صالح معاوية وحقن دماء المسلمين المخلصين " .
وقال آية الله العظمى حسين فضل الله :" فلقد كان قسم من جيشه من الخوارج الذين اندفعوا معه لاحباً ولكن لأنهم يريدون قتال معاوية بأية وسيلة ، ومع أي شخص .
 ولقد كان بين جيشه الأشخاص الذين دخلوا من أجل الغنائم ، وكان بينهم الأشخاص الذين عاشوا مع عصبيات عشائرهم التي كان يحركها زعماؤهم الذين كانوا يبحثون عن المال وعن الجاه ، وكانوا يريدون أن يفسدوا على الحسن جيشه .
 وكان بين جيشه ومن قيادته بعض أقربائه الذين أرسل اليهم معاوية مالاً فتركوا الجيش من دون قيادة ، وكانت رسائل الكثيرين تذهب الى معاوية
:" ان شئت سلمناك الحسن حياً أو ميتاً " وكان معاوية يرسل بذلك اليه ، واختبر جيشه ورأى كيف حاولوا أن يقتلوه
لذا قال الحسن رضي الله عنه فيما رواه شيخهم أبو منصور الطبرسي :" أرى والله معاوية خيراً لي من هؤلاء ، يزعمون أنهم لي شيعة ؛ ابتغوا قتلي ، وانتهبوا ثقلي ، وأخذوا مالي ، والله لئن أخذ مني معاوية عهداً أحقن به دمي وأؤمن به في أهلي خير من أن يقتلوني ، فيضيع أهل بيتي وأهلي ، ولو قاتلت معاوية لأخذوا بعنقي حتى يدفعونني اليه سلماً ".                                                    
ويقول شيعي آخر هو أمير محمد كاظم القزويني : " فان التاريخ الصحيح يثبت لنا بأن الذين كانوا مع الامام الحسن ( ع ) وان كانوا كثيرين الا أنهم كانوا خائنين وغادرين ، فلم تغنه كثرتهم في قتال عدوه ، ولقد بلغت الخيانة والغدر بهم الى درجة انهم كتبوا الى معاوية : " ان شئت تسليم الحسن سلمناه لك " وسل أحدهم معوله وطعن به الامام الحسن ( ع ) في فخذه حتى
وصلت الطعنة الى العظم ، وخاطبه بخطاب لا يستسيغ اللسان ذكره لولا أنهم ( ع ) : “ لقد أشركت   ياحسن كما أشرك أبوك من قبل “ لذا فانه ( ع ) لما أحس منهم الغدر والخيانة ، وعلى أهل بيته ( ع ) من الفناء ، من غير فائدة تعود اليهم ولا الى الاسلام والمسلمين "  .                                  
وينقل الشيعي المتعصب ادريس الحسيني قول أمير المؤمنين الحسن رضي الله عنه لشيعته :” يا أهل العراق انه سخى بنفسي عنكم ثلاث : قتلكم أبي ، وطعنكم إياي ، وانتهابكم متاعي " .                    
ثم يأتي دور الشيعة مع أئمتهم المبتلين بهم بعد علي والحسن والحسين رضي الله عنهم لينال الامام جعفر الصادق رحمه الله منهم ما ناله أجداده ، فنجد من هؤلاء الشيعة رجلاً يقال له : زرارة بن أعين ( وهو ممن دافع عنهم عبد الحسين الموسوي في المراجعات دون وجه حق ) فنجده يغمز الامام جعفر الصادق رحمه الله بخبث وخسة فيقول : “ رحم الله أبا جعفر وأما جعفر فان في قلبي عليه لفتة  .                
وعندما أنكر الامام جعفر عليه بدعته ألصقها به قائلا :” والله لقد أعطاني الاستطاعة وما شعر  ".                                   
وعندما استأذن زرارة للدخول على الامام الصادق لم يأذن له وقال : لا تأذن له ، لاتأذن له ، لاتأذن له ، فان زرارة يريدني على القدر على كبر السن وليس من ديني ولا دين آبائي  “.              
ولا يبعد عن هذا بقية أصحاب الأئمة كأبي بصير وجابر الجعفي وهشام بن الحكم وغيرهم ممن دافع عنهم صاحب المراجعات .
والى هنا ينتهي رأي أهل البيت رضي الله عنهم باتهامهم شيعتهم بالنفاق وذلك على لسان جعفر الصادق رحمه الله بقوله :” ما أنزل الله سبحانه آية في المنافيق الا وهي فيمن ينتحل التشيع  “ .
وفي رواية عنه رحمه الله تعالى : “ لوقام قائمنا بدأ بكذابي شيعتنا فقتلهم “ .
وقال فيهم الامام الكاظم رحمه الله تعالى :” لو ميزت شيعتي لم أجدهم الا واصفة ، ولو امتحنتهم لما وجدتهم الا مرتدين ، ولو تمحصتهم لما خلص من الألف واحد “ .
وعن الامام الرضا عليه السلام أنه قال :” ان ممن ينتحل مودتنا أهل البيت من هو أشد فتنة على شيعتنا من الدجال “ .
ثالثا : غدر الشيعة بـ ( مسلم بن عقيل رضي الله عنه )
قال الشيعي هاشم معروف : " لقد استطاع الوالي الجديد أن يحكم الحيلة ليقبض على هانىء بن عروة الذي آوى رسول الحسين ( ع ) ، وأحسن ضيافته ، واشترك معه في الرأي والتدبير ، فقبض عليه وقتله بعد حوار طويل جرى بينهما ، وألقى بجثمانه من أعلى القصر الى الجماهير المحتشدة حوله ، فاستولى الخوف والتخاذل على الناس ، وذهب كل انسان الى بيته ، وكأن الأمر لايعنيه[1] ".
وقال الشيعي محمد كاظم القزويني : فدخل ابن زياد الكوفة ، وأرسل الى رؤساء العشائر والقبائل يهددهم بجيش الشام ، ويطمعهم ، فجعلوا يتفرقون عن مسلم شيئاً فشيئاً الى أن بقي مسلم وحيداً [2]"
قلت : هذا ما كان يتوقعه مسلم بن عقيل عندما طلب من الحسين رضي الله عنه أن يعفيه من هذه المهمة ، لعلمه بغدر الشيعة بعمه علي ، وابنه الحسن رضي الله عنهم ، فقد تحقق ما كان يتوقعه ، وقتل مسلم بمرأى ومسمع من دعاه وبايعه باسم الحسين وقال الشيعي المتعصب عبد الحسين شرف الدين ناقلاً غدر أسلافه
بمسلم بن عقيل : " لكنهم نقضوا بعد ذلك بيعته ، وأخفروا ذمته ، ولم يثبتوا معه على عهد ، ولا وفوا له بعقد ، وكان بأبي هو وأمي من أسود الوقائع ، وسقاة الحقوق ، وأباة الذل ، وأولى الحفائظ ، وله حين أسلمه أصحابه واشتد البأس بينه وبين عدوه مقام كريم ،وموقف عظيم ، اذ جاءه العدو من فوقه ومن تحته وأحاط به من جميع نواحيه ، وهو وحيد فريد ، لاناصر له ولامعين …. حتى وقع في أيديهم أسيراً ؛ [3]"
الخبر الفظيع :
قال عباس القمي : " ثم انتظر ( أي الحسين ) حتى اذا كان السحر قال لفتيانه وغلمانه أكثروا من الماء فاستقوا وأكثروا ثم ارتحلوا فسار حتى انتهى الى زبالة فأتاه خبر عبد الله بن يقطر فجمع أصحابه فأخرج للناس كتاباً قرأه عليهم فاذا فيه : " بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد : فانه قد أتانا خبر فظيع ، قتل مسلم بن عقيل وهانىء بن عروة وعبد الله بن يقطر ، وقد خذلنا شيعتنا ، فمن أحب منكم الانصراف فلينصرف في غير حرج ليس عليه ذمام " .
فتفرق الناس عنه ممن اتبعوه طمعاً في مغنم وجاه ، حتى بقي في أهل بيته وأصحابه ممن اختاروا ملازمته ، عن يقين وايمان [4]"
رابعا : غدر الشيعة بـ ( الحسين بن علي رضي الله عنه )
لقد نصح محمد بن علي بن أبي طالب المعروف بابن الحنيف أخاه الحسين رضي الله عنهم قائلا له: يا أخي إن أهل الكوفة قد عرفت غدرهم بأبيك وأخيك. وقد خفت أن يكون حالك كحال من مضى(1).
وقال الشاعر المعروف الفرزدق للحسين رضي الله عنه عندما سأله عن شيعته الذين هو بصدد القدوم إليهم:
"قلوبهم معك وأسيافهم عليك والأمر ينزل من السماء والله يفعل ما يشاء. فقال الحسين: صدقت لله الأمر، وكل يوم هو في شأن، فإن نزل القضاء بما نحب ونرضى فنحمد الله على نعمائه وهو المستعان على أداء الشكر، وإن حال القضاء دون الرجاء فلم يبعد من كان الحق نيته والتقوى سريرته"(2).
والإمام الحسين رضي الله عنه عندما خاطبهم أشار إلى سابقتهم وفعلتهم مع أبيه وأخيه في خطاب منه: "… وإن لم  تفعلوا  ونقضتم عهدكم، وخلعتم بيعتي من أعناقكم، فلعمري مما هي لكم بنكر، لقد فعلتموها بأبي وأخي وابن عمي مسلم، والمغرور من اغتر بكم … "(3) وسبق للإمام الحسين رضي الله عنه أن ارتاب من كتبهم وقال: " إن هؤلاء أخافوني وهذه كتب أهل الكوفة وهم قاتلي"(1).
وقال رضي الله عنه في مناسبة أخرى :"اللهم أحكم بيننا وبين قوم دعونا لينصرونا فقتلونا"(2).
قلت: نعم إن شيعة الحسين رضي الله عنه دعوه ينصروه فقتلوه.
قال الشيعي حسين كوراني: " أهل الكوفة لم يكتفوا بالتفرق عن الإمام الحسين، بل انتقلوا نتيجة تلون مواقفهم إلى موقف ثالث، وهو أنهم بدأوا يسارعون بالخروج إلى كربلاء، وحرب الإمام الحسين عليه السلام، وفي كربلاء كانوا يتسابقون إلى تسجيل المواقف التي ترضي الشيطان، وتغضب الرحمن، مثلا نجد أن عمرو بن الحجاج الذي برز بالأمس في الكوفة وكأنه حامي حمى أهل البيت، والمدافع عنهم، والذي يقود جيشاً لإنقاذ العظيم هانئ بن عروة، يبتلع كل موفقه الظاهري هذا ليتهم الإمام الحسين بالخروج عن الدين لنتأمل النص التالي: وكان عمرو بن الحجاج يقول لأصحابه: "قاتلوا من مرق عن الدين وفارق
الجماعة…"(3).
وقال حسين كوراني أيضا: "ونجد موقفا آخر يدل على نفاق أهل الكوفة، يأتي عبد الله بن حوزة التميمي يقف أمام الإمام الحسين عليه السلام ويصيح: أفيكم حسين؟ وهذا من أهل الكوفة، وكان بالأمس من شيعة علي عليه السلام، ومن الممكن أن يكون من الذين كتبوا للإمام أو من جماعة شبث وغيره الذين كتبوا … ثم يقول: يا حسين أبشر بالنار …"(1).
ويتساءل مرتضى مطهري: كيف خرج أهل الكوفة لقتال الحسين عليه السلام بالرغم من حبهم وعلاقتهم العاطفية به؟ ثم يجيب قائلا:
"والجواب هو الرعب والخوف الذي كان قد هيمن على أهل الكوفة. عموما منذ زمن زياد ومعاوية والذي ازداد وتفاقم مع قدوم عبيد الله الذي قام على الفور بقتل ميثم التمار ورشيد ومسلم وهانئ … هذا بالإضافة إلى تغلب عامل الطمع والحرص على الثروة والمال وجاه الدنيا، كما كان الحال مع عمر بن سعد نفسه… وأما وجهاء القوم ورؤساؤهم فقد أرعبهم ابن زياد، وأغراهم بالمال منذ اليوم الأول الذي دخل فيه إلى الكوفة، حيث ناداهم جميعاً وقال لهم من كان منكم في صفوف المعارضة فإني قاطع عنه العطاء. نعم وهذا عامر بن مجمع العبيدي أو مجمع بن عامر يقول: أما رؤساؤهم فقد أعظمت رشوتهم وملئت غرائزهم"(2).
ويقول الشيعي كاظم الإحسائي النجفي:" إن الجيش الذي خرج لحرب الإمام الحسين عليه السلام ثلاثمائة ألف، كلهم من أهل الكوفة، ليس فيهم شامي ولا حجازي ولا هندي ولا باكستاني ولا سوداني ولا مصري ولا أفريقي بل كلهم من أهل الكوفة، قد تجمعوا من قبائل شتى"(3).
وقال المؤرخ الشيعي حسين بن أحمد البراقي النجفي: "قال القزويني: ومما نقم على أهل الكوفة أنهم طعنوا الحسن بن علي عليهما السلام، وقتلوا الحسين عليه السلام بعد أن
استدعوه"(1).
وقال المرجع الشيعي المعروف آية الله العظمى محسن الأمين:
"ثم بايع الحسين من أهل العراق عشرون ألفا غدروا به، وخرجوا عليه وبيعته في أعناقهم، فقتلوه"(2).
وقال جواد محدثي: "وقد أدت كل هذه الأسباب إلى أن يعاني منهم الإمام علي عليه السلام الأَمَرَّين، وواجه الإمام الحسن عليه السلام منهم الغدر، وقتل بينهم مسلم بن عقيل مظلوماً، وقتل الحسين عطشاناً في كربلاء قرب الكوفة وعلى يدي جيش الكوفة"(3).
ونقل شيوخ الشيعة أبو منصور الطبرسي وابن طاووس والأمين وغيرهم عن علي بن الحسن بن علي بن أبي طالب المعروف بزين العابدين رضي الله عنه وعن آبائه أنه قال موبخاً شيعته الذين خذلوا أباه وقتلوه قائلا:
"أيها الناس نشدتكم بالله هل تعلمون أنكم كتبتم إلى أبي وخدعتموه، وأعطيتموه العهد والميثاق والبيعة وقاتلتموه وخذلتموه، فتباً لما قدمتم لأنفسكم، وسوأة لرأيكم، بأية عين تنظرون إلى رسول الله صلى الله على آله وسلم إذ يقول لكم: "قتلتم عترتي وانتهكتم حرمتي فلستم من أمتي".
فارتفعت أصوات النساء بالبكاء من كل ناحية، وقال بعضهم لبعض: هلكتم وما تعلمون. فقال عليه السلام: رحم الله امرءاً قبل نصيحتي، وحفظ وصيتي في الله ورسوله وأهل بيته فإن لنا في رسول الله أسوة حسنة. فقالوا  بأجمعهم: نحن كلنا سامعون مطيعون حافظون لذمامك غير زاهدين فيك ولا راغبين عنك، فمرنا بأمرك يرحمك الله، فإنا حرب لحربك، وسلم لسلمك، لنأخذن يزيد ونبرأ ممن ظلمك وظلمنا، فقال عليه السلام: هيهات هيهات أيها الغدرة المكرة حيل بينكم ويبن شهوات أنفسكم، أتريدون أن تأتوا إليَّ كما أتيتم آبائي من قبل؟ كلا ورب الراقصات فإن الجرح لما يندمل، قتل أبي بالأمس وأهل بيته معه، ولم ينسني ثكل رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله وثكل أبي وبني أبي ووجده بين لهاتي ومرارته بين حناجري وحلقي وغصته تجري في فراش صدري…"(1).
وعندما مر الإمام زين العابدين رحمه الله تعالى وقد رأى أهل الكوفة ينحون ويبكون، زجرهم قائلا: "تنوحون وتبكون من أجلنا فمن الذي قتلنا؟"(2).
وفي رواية أنه عندما مرَّ على الكوفة وأهلها ينوحون وكان ضعيفاً قد
انهكته العلة، فقال بصوت ضعيف: "أتنوحون وتبكون من أجلنا؟ فمن الذي قتلنا؟"(1).
وفي رواية عنه رحمه الله أنه قال بصوت ضئيل وقد نهكته العله: "إن هؤلاء يبكون علينا فمن قتلنا غيرهم؟"(2).
وتقول أم كلثوم بنت علي رضي الله عنهما: "يا أهل الكوفة سوأة لكم ما لكم خذلتم حسيناً وقتلتموه، وانتهبتم أمواله وورثتموه، وسبيتم نساءه، ونكبتموه، فتبا لكم وسحقا لكم، أي دواه دهتكم، وأي وزر على ظهوركم حملتم، وأي دماء سفكتموها، وأي كريمة أصبتموها، وأي صبية سلبتموها، وأي أموال انتهبتموها، قتلتم خير رجالات بعد النبي صلى الله عليه وآله، ونزعت الرحمة من قلوبكم"(3).
ونقل لنا عنها رضي الله عنها الطبرسي والقمي والمقرم وكوراني وأحمد راسم وفي تخاطب الخونة الغدرة المتخاذلين قائلة:
"أما بعد يا أهل الكوفة ويا أهل الختل والغدر والخذل والمكر، ألا فلا رقأت العبرة، ولا هدأت الزفرة، إنما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً، تتخذون إيمانكم دخلاً بينكم، هل فيكم إلا الصلف والعجب، والشنف والكذب، وملق الإماء، وغمر الأعداء، كمرعى على دمنهُ،
أو كفضة على ملحودة، ألا بئس ما قدمت لكم أنفسكم أن سخط الله عليكم وفي العذاب أنتم خالدون. أتبكون أخي؟ أجل والله، فابكوا كثيراً واضحكوا قليلا، فقد بليتم بعارها ومنيتم بشنارها، ولن ترخصوها أبداً، وأنى ترخصون قتل سليل خاتم النبوة، ومعدن الرسالة، وسيد شباب أهل الجنة، وملاذ حربكم، ومعاذ حزبكم، ومقر سلمكم، ومفزع نازلتكم .
 والمرجع إليه عند مقالتكم، ومنار حجتكم، ألا ساء ما قدمتم لأنفسكم وساء ما تزرون ليوم بعثكم، فتعساً تعساً ونكساً نكساً، لقد خاب السعي، وتبت الأيدي، وخسرت الصفقة، وبؤتم بغضب من الله، وضربت عليكم الذلة والمسكنة، أتدرون ويلكم أي كبد لمحمد فريتم؟ وأي عهد نكثتم؟ وأي حرمة له انتهكتم؟ وأي دم له سفكتم؟ لقد جئتم شيئا إدّاً، تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدّاً، لقد جئتم بها شوهاء خرقاء كطلاع الأرض وملء السماء"(1).
وينقل الشيعي أسد حيدر عن زينب بنت علي رضي الله عنهما وهي نخاطب الجمع الذي استقبلها بالبكاء والعويل فقالت تؤنبهم: "أتبكون وتنتحبون؟! أي والله فابكوا كثيرا واضحكوا قليلا، فقد ذهبتم بعارها وشنارها، ولن ترحضوها بغسل بعدها أبدا، وأنى ترحضون قتل سليل خاتم النبوة…"(2) .
وفي رواية أنها أطلت برأسها من المحمل وقالت لأهل الكوفة: "صه يا أهل الكوفة تقتلنا رجالكم وتبكينا نساؤكم فالحاكم بيننا وبينكم الله يوم فصل القضاء"(1).

[1] سيرة الأئمة الاثنى عشر 2/61 .
[2] فاجعة الطف ص7 وقريب منه  ما في تظلم الزهراء ص149 وانظر سفير الحسين مسلم بن عقيل ص50 وما بعدها وانظر منه ص113 . يقول عبد الحسن نور الدين العاملي : فاخذ الناس يتفرقون وكانت المرأة تأتي ابنها وأخاها فتقول : انصرف ، الناس يكفونك ويجيء الرجل الى ابنه وأخيه فيقول : غداً يأتيك أهل الشم فما تصنع بالحرب والشر ؟ انصرف فيذهب به فما زالوا يتفرقون حتى أمسى ابن عقيل وصلى المغرب وما معه الا ثلاثون نفرا في المسجد فلما رأى أنه قد أمسى وما معه الا أولئك النفر خرج من المسجد متوجها نحو أبواب كندة فما بلغ الأبواب الا ومعه عشرة ثم خرج من الباب فاذا ليس معه انسان . مأساة احدى وستين ص27.
[3] المجالس الفاخرة ص62 .
[4] في منتهى الآمال 1/462 وفي نفس المهموم ص 167 والمجسي في بحار الأنوار 44/374 ومحسن الأمين في لواعج الأشجان ص67 وعبد الحسين الموسوي في المجالس الفاخرة ص85 والكاتب عبد الهادي الصالح في خير الأصحاب ص37 ، ص107 كما ذكرها من أسموه بسلطان الواعظين محمد الموسوي الشيرازي في ليالي بشاور ص585 ، ومحمد مهدي المازندراني في معالي السبطين الجزء الأول صفحة 267 ومرتضى العسكري في معالم المدرستيين جـ3 صفحة 67 ، أسد حيدر في كتابه مع الحسين في نهضته ص163 وهو في دائرة المعارف الشيعية (8/264 ) والمحامي أحمد حسين يعقوب في كتابه كربلاء الثورة والمأساة ص244