التطرف الديني لدى شيخ الأزهر ( الطنطاوي )
لقد
ابتلينا في هذا الزمان بأشخاص يدعون أنهم من العلماء العارفين بأحكام
الدين ، المتبحرين في علومه وفنونه ، عارفين ومميزين بين حلاله وحرامه ،
والراجح عنهم قوة النص من حيث قطعية وثبوته ، لا من حيث ضعفه وسهولة و يسره
.
و
مما ابتلينا في هذا الزمان الفتاوى العجيبة والغربية لشيخ الأزهر ، الذي
ادعى أن النقاب عادة وليست بعبادة , ضاربا بذلك عرض الحائط أقوال العلماء
المعتبرين في تفسير أية الحجاب الذين اعتبروا فيه أن الحجاب الشرعي للمرأة
أن تغطي المرأة جميع جسدها بما فيها الوجه واليدين ، واليكم بعض أقوال
العلماء في مسالة الحجاب .
((
فقد اختلف العلماء في وجوب تغطية الوجه والكفين من المرأة أمام الأجانب .
فمذهب الإمام أحمد والصحيح من مذهب الشافعي أنه يجب على المرأة ستر وجهها
وكفيها أمام الرجال الأجانب ، لأن الوجه والكفين عورة بالنسبة للنظر ،
ومذهب أبي حنيفة ومالك أن تغطيتهما غير واجبة ، بل مستحبة ، لكن أفتى علماء
الحنفية والمالكية منذ زمن بعيد أنه يجب عليها سترهما عند خوف الفتنة بها
أو عليها. والمراد بالفتنة بها : أن تكون المرأة ذات جمال فائق ، والمراد
بخوف الفتنة عليها أن يفسد الزمان، بكثرة الفساد وانتشار الفساق .
ولذلك
فالمفتى به الآن وجوب تغطية الوجه والكفين على المعتبر من المذاهب الأربعة
؟. وعلى هذا : فمن كشفت وجهها فهي سافرة بهذا النظر .
وأما الأدلة على وجوب الستر من القرآن والسنة فكثيرة منها :
1-
قوله تعالى ( يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن
من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين ) [الأحزاب:59] . وقد قرر أكثر
المفسرين أن معنى الآية : الأمر بتغطية الوجه ، فإن الجلباب هو ما يوضع على
الرأس ، فإذا اُدنِي ستر الوجه ، وقيل : الجلباب ما يستر جميع البدن ، وهو
ما صححه الإمام القرطبي ، وأما قوله تعالى في سورة النور ( إلا ما ظهر
منها ) فأظهر الأقوال في تفسيره : أن المراد ظاهر الثياب كما هو قول ابن
مسعود رضي الله عنه ، أو ما ظهر منها بلا قصد كأن ينكشف شيء من جسدها بفعل
ريح أو نحو ذلك .
والزينة
في لغة العرب ما تتزين به المرأة مما هو خارج عن أصل خلقتها كالحلي
والثياب ، فتفسير الزينة ببعض بدن المرأة كالوجه والكفين خلاف الظاهر .
2-
آية الحجاب وهي قوله تعالى ( وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب
ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن ) [الأحزاب:53] . وهذه الطهارة ليست خاصة بأمهات
المؤمنين ، بل يحتاج إليها عامة نساء المؤمنين ، بل سائر النساء أولى
بالحكم من أمهات المؤمنين الطاهرات المبرءات.
3-
قوله تعالى ( وليضربن بخمرهن على جيوبهن ) [النور:31] . وقد روى البخاري
عن عائشة رضي الله عنها قالت " لما أنزلت هذه الآية أخذن أزرهن. فشققنها من
قبل الحواشي فاختمرن بها " . قال الحافظ ابن حجر : ( فاختمرن ) أي غطين
وجوههن. .
4-
قوله تعالى: ( والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحاً فليس عليهن جناح
أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة وأن يستعففن خير لهن)[النور:60] ، فدل
الترخيص للقواعد من النساء وهن الكبيرات اللاتي لا يشتهين بوضع ثيابهن ،
والمقصود به ترك الحجاب ، بدليل قوله بعد ذلك: ( غير متبرجات بزينة ) أي
غير متجملات ، فيما رخص لهن بوضع الثياب عنه وهو الوجه ، لأنه موضع الزينة ،
دلّ هذا الترخيص للنساء الكبيرات أن غيرهن ، وهن الشواب من النساء مأمورات
بالحجاب وستر الوجه ، منهيات عن وضع الثياب ، ثم ختمت الآية بندب النساء
العجائز بالاستعفاف ، وهو كمال التستر طلباً للعفاف ( وأن يستعففن خير
لهن).
5-
روى الترمذي وغيره من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "
المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان ". وهذا دليل على أن جميع بدن
المرأة عورة بالنسبة للنظر .
6-
وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا تنتقب المرأة المحرمة
ولا تلبس القفازين " رواه البخاري وغيره . قال الإمام أبو بكر بن العربي :
وذلك لأن سترها وجهها بالبرقع فرض إلا في الحج ، فإنها ترخي شيئا من
خمارها على وجهها غير لاصق به، وتعرض عن الرجال ويعرضون عنها. انتهى من
عارضة الأحوذي . وقد قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها : كنا إذا مر
بنا الركبان – في الحج- أسدلت إحدانا الجلباب على وجهها ، فإذا جاوزونا
كشفناه . )) – منقول من إحدى المواقع الإسلامية.
والسؤال هنا
أين شيخ الأزهر من هذه الأدلة الصحيحة الذي ضرب بها عرض الحائط ، بل لم
يكتفي بذلك عندما وصف النقاب انه من العادات ،بل وصف ذلك انه من
التطرف الديني ، سبحان الله هذا بهتان عظيم .
إذا
كانت المرأة المسلمة تعتقد أن النقاب فرضاً و واجباً شرعي على المرأة
المسلمة ، مستندا إلى الأدلة الشرعية والى أقوال العلماء الربانيين ،
والعجيب كل العجب إن يصف شيخ الأزهر هذه الفتاة ومن على شاكلتها الذين
يعتقدون النقاب فرضا على المرأة المسلمة بأنه تطرف ديني !!!!!! ، بل إن
تصرفك يا شيخ الأزهر هم التطرف بعينيه عندما تلزم الناس بقولكم ، ضارب
بذلك عرض الحائط أقوال العلماء الآخرين المعتبرين في هذه المسالة . وهنا
تساؤل لماذا انزعج شيخ الأزهر من تلك الفتاة المتنقبة ؟ هل أزعجه حشمة تلك
الفتاة ؟ أين شيخ الأزهر من تلك النساء الكاسيات العاريات السافرات
المتبرجات لماذا لم نرى منه أي تعنيف لهؤلاء – قد يقول أنها حرية شخصيه كما
قالها عندما منع الحجاب في فرنسا بأنها قرار يعود إلي قوانين تلك
الدولة!!!!!!!!!!! - .
إي
تطرف يا شيخ الأزهر عندما يؤمن أو يعتقد أي إنسان مسلما بقولا معتبرا صحيح
صادرا من أئمة الدين الأعلام الذين جاهدوا في أعلاء كلمة الدين ، بينوا
دين الله عز و جل ودافعوا عن السنة المطهرة وحاربوا أهل البدع والأهواء ،
وقالوا قول الحق في وجه من خالفهم من الحكام والسلاطين لا يخوفون في الله
لومة لائم ، لا يرجون من أعمالهم ولا من أقوالهم مالا و لا منصبا ولا من أي
من حطام الدنيا ، بل أنهم يرجون من ذلك وجه الله عز وجل والأجر والثواب من
الله عز وجل في يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ،
سليماً من الشرك ومن النفاق ومن البدع ومن المعاصي والذنوب ،وذلك بخلاف
بعض علماء هذه العصر الذين يسارعون من اجل أرضا الحاكم وأرضا الغرب ، ومن
اجل الحفاظ على مناصبهم والسعي إلي جمع المال ، والخوف أن يستخدم بعض رجال
الدين من قبل أعداء الدين من اجل محاربة شعائر الإسلام ، من هنا نطالب
الإخوة في مصر العزيزه أن يسعوا كلا بحسب طاقته وجهده من تحرير الأزهر من
قبضة السلطة التي تتحكم به ، وان يعود الأزهر منارة للعلم وللأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر ، وان يخرج للأمة الإسلامية علماء ربانيين لا علماء
يخدموا عن أبواب السلطان يحللون الحرام ويحرمون الحلال كل همهم السعي وراء
المناصب وجمع الدراهم والدولارات ، هلك عبد الدينار هلك وانتكس ، ونسال
الله عز وجل أن يحفظنا امتنا من كيد أعداء الأمة ونسال الله عز وجل أن
يحفظنا من علماء السوء انه سميع قريب ومجيد الدعاء .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق