الثلاثاء، 20 نوفمبر 2012

التطرف الديني لدى شيخ الأزهر ( الطنطاوي )

 التطرف الديني لدى شيخ الأزهر ( الطنطاوي ) 
 
لقد ابتلينا في هذا الزمان بأشخاص يدعون أنهم من العلماء العارفين بأحكام الدين ، المتبحرين في علومه وفنونه ، عارفين ومميزين بين حلاله وحرامه ، والراجح عنهم قوة النص من حيث قطعية وثبوته ، لا من حيث ضعفه وسهولة و يسره .
و مما ابتلينا في هذا الزمان الفتاوى العجيبة والغربية لشيخ الأزهر ، الذي ادعى أن النقاب عادة وليست بعبادة , ضاربا بذلك عرض الحائط أقوال العلماء المعتبرين في تفسير أية الحجاب الذين اعتبروا فيه أن الحجاب الشرعي للمرأة أن تغطي المرأة جميع جسدها بما فيها الوجه واليدين ، واليكم بعض أقوال العلماء في مسالة الحجاب .
(( فقد اختلف العلماء في وجوب تغطية الوجه والكفين من المرأة أمام الأجانب . فمذهب الإمام أحمد والصحيح من مذهب الشافعي أنه يجب على المرأة ستر وجهها وكفيها أمام الرجال الأجانب ، لأن الوجه والكفين عورة بالنسبة للنظر ، ومذهب أبي حنيفة ومالك أن تغطيتهما غير واجبة ، بل مستحبة ، لكن أفتى علماء الحنفية والمالكية منذ زمن بعيد أنه يجب عليها سترهما عند خوف الفتنة بها أو عليها. والمراد بالفتنة بها : أن تكون المرأة ذات جمال فائق ، والمراد بخوف الفتنة عليها أن يفسد الزمان، بكثرة الفساد وانتشار الفساق .
ولذلك فالمفتى به الآن وجوب تغطية الوجه والكفين على المعتبر من المذاهب الأربعة ؟. وعلى هذا : فمن كشفت وجهها فهي سافرة بهذا النظر .
وأما الأدلة على وجوب الستر من القرآن والسنة فكثيرة منها :
1- قوله تعالى ( يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين ) [الأحزاب:59] . وقد قرر أكثر المفسرين أن معنى الآية : الأمر بتغطية الوجه ، فإن الجلباب هو ما يوضع على الرأس ، فإذا اُدنِي ستر الوجه ، وقيل : الجلباب ما يستر جميع البدن ، وهو ما صححه الإمام القرطبي ، وأما قوله تعالى في سورة النور ( إلا ما ظهر منها ) فأظهر الأقوال في تفسيره : أن المراد ظاهر الثياب كما هو قول ابن مسعود رضي الله عنه ، أو ما ظهر منها بلا قصد كأن ينكشف شيء من جسدها بفعل ريح أو نحو ذلك .
والزينة في لغة العرب ما تتزين به المرأة مما هو خارج عن أصل خلقتها كالحلي والثياب ، فتفسير الزينة ببعض بدن المرأة كالوجه والكفين خلاف الظاهر .
2- آية الحجاب وهي قوله تعالى ( وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن ) [الأحزاب:53] . وهذه الطهارة ليست خاصة بأمهات المؤمنين ، بل يحتاج إليها عامة نساء المؤمنين ، بل سائر النساء أولى بالحكم من أمهات المؤمنين الطاهرات المبرءات.
3- قوله تعالى ( وليضربن بخمرهن على جيوبهن ) [النور:31] . وقد روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت " لما أنزلت هذه الآية أخذن أزرهن. فشققنها من قبل الحواشي فاختمرن بها " . قال الحافظ ابن حجر : ( فاختمرن ) أي غطين وجوههن. .
4- قوله تعالى: ( والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحاً فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة وأن يستعففن خير لهن)[النور:60] ، فدل الترخيص للقواعد من النساء وهن الكبيرات اللاتي لا يشتهين بوضع ثيابهن ، والمقصود به ترك الحجاب ، بدليل قوله بعد ذلك: ( غير متبرجات بزينة ) أي غير متجملات ، فيما رخص لهن بوضع الثياب عنه وهو الوجه ، لأنه موضع الزينة ، دلّ هذا الترخيص للنساء الكبيرات أن غيرهن ، وهن الشواب من النساء مأمورات بالحجاب وستر الوجه ، منهيات عن وضع الثياب ، ثم ختمت الآية بندب النساء العجائز بالاستعفاف ، وهو كمال التستر طلباً للعفاف ( وأن يستعففن خير لهن).
5- روى الترمذي وغيره من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان ". وهذا دليل على أن جميع بدن المرأة عورة بالنسبة للنظر .
6- وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا تنتقب المرأة المحرمة ولا تلبس القفازين " رواه البخاري وغيره . قال الإمام أبو بكر بن العربي : وذلك لأن سترها وجهها بالبرقع فرض إلا في الحج ، فإنها ترخي شيئا من خمارها على وجهها غير لاصق به، وتعرض عن الرجال ويعرضون عنها. انتهى من عارضة الأحوذي . وقد قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها : كنا إذا مر بنا الركبان – في الحج- أسدلت إحدانا الجلباب على وجهها ، فإذا جاوزونا كشفناه . )) – منقول من إحدى المواقع الإسلامية.
والسؤال هنا أين شيخ الأزهر من هذه الأدلة الصحيحة الذي ضرب بها عرض الحائط ، بل لم يكتفي بذلك عندما وصف النقاب انه من العادات ،بل وصف ذلك انه من التطرف الديني ، سبحان الله هذا بهتان عظيم .
إذا كانت المرأة المسلمة تعتقد أن النقاب فرضاً و واجباً شرعي على المرأة المسلمة ، مستندا إلى الأدلة الشرعية والى أقوال العلماء الربانيين ، والعجيب كل العجب إن يصف شيخ الأزهر هذه الفتاة ومن على شاكلتها الذين يعتقدون النقاب فرضا على المرأة المسلمة بأنه تطرف ديني !!!!!! ، بل إن تصرفك يا شيخ الأزهر هم التطرف بعينيه عندما تلزم الناس بقولكم ، ضارب بذلك عرض الحائط أقوال العلماء الآخرين المعتبرين في هذه المسالة  . وهنا تساؤل لماذا انزعج شيخ الأزهر من تلك الفتاة المتنقبة ؟ هل أزعجه حشمة تلك الفتاة ؟ أين شيخ الأزهر من تلك النساء الكاسيات العاريات السافرات المتبرجات لماذا لم نرى منه أي تعنيف لهؤلاء – قد يقول أنها حرية شخصيه كما قالها عندما منع الحجاب في فرنسا بأنها قرار يعود إلي قوانين تلك الدولة!!!!!!!!!!! - .     
إي تطرف يا شيخ الأزهر عندما يؤمن أو يعتقد أي إنسان مسلما بقولا معتبرا صحيح  صادرا من أئمة الدين الأعلام الذين جاهدوا في أعلاء كلمة الدين ، بينوا دين الله عز و جل ودافعوا عن السنة المطهرة وحاربوا أهل البدع والأهواء ، وقالوا قول الحق في وجه من خالفهم من الحكام والسلاطين لا يخوفون في الله لومة لائم ، لا يرجون من أعمالهم ولا من أقوالهم مالا و لا منصبا ولا من أي من حطام الدنيا ، بل أنهم يرجون من ذلك وجه الله عز وجل والأجر والثواب من الله عز وجل في يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ، سليماً من الشرك ومن النفاق ومن البدع ومن المعاصي والذنوب ،وذلك  بخلاف بعض علماء هذه العصر الذين يسارعون من اجل أرضا الحاكم وأرضا الغرب ، ومن اجل الحفاظ على مناصبهم والسعي إلي جمع المال ، والخوف أن يستخدم بعض رجال الدين من قبل أعداء الدين من اجل محاربة شعائر الإسلام ، من هنا نطالب الإخوة في مصر العزيزه أن يسعوا كلا بحسب طاقته وجهده من تحرير الأزهر من قبضة السلطة التي تتحكم به ، وان يعود الأزهر منارة للعلم وللأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وان يخرج للأمة الإسلامية علماء ربانيين لا علماء يخدموا عن أبواب السلطان يحللون الحرام ويحرمون الحلال كل همهم السعي وراء المناصب وجمع الدراهم والدولارات ،  هلك عبد الدينار هلك وانتكس ، ونسال الله عز وجل أن يحفظنا امتنا من كيد أعداء الأمة ونسال الله عز وجل أن يحفظنا من علماء السوء انه سميع قريب ومجيد الدعاء .  
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق