الثلاثاء، 20 نوفمبر 2012

الأدلة الواضحة الدامغة في كبد النهار …للرد على تصريح شيخ الأزهر في صحيفة النهار
بقلم : محمود احمد الأنصاري

 الحمد لله رب العالمين  والصلاة والسلام على سيدنا مولانا محمد وعلى اله وصحبة أجمعين ، إما بعد ،
 مما يؤسف له عندما يتحدث عالم  من العلماء  بحديث أو تصريحا  يحرف ويدلس الحقائق ويزين الباطل وينشر الشبهات على عامة المسلمين ، إنها  مصيبة وأي مصيبة ، إنها طامة وأي طامة ، عندما يحرف الدين ويحرف كلام الله وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويحتار فيه عامة المسلمين أكلامه صحيحا أم غير صحيح ، حقاً أم باطل ، حيرة واختلاف بينهم، انه ضلال وخروج عن الطريق المستقيم ، عندما يتصدر ذاك العالم بتلك الأقوال ،  إما من جهة المجاملة والمحاباة أو من جهة عدم العلم بالحقيقة ، وأما المصيبة والطامة الكبرى عندما يفتى أو يصرح العالم بكلام يعلم في قرارة  نفسه  أن كلامه غير صحيحة و مخالفة لشرع الله  ، يبتغي من ذلك حطام الدنيا من مال وشهرة و مركزاً ، فسحقاً لهذا المال وتلك والشهرة والمركز ، باع دينه وآخرة بثمن بخساً دراهم معدودات ، فبأس البيع و بأس الثمن  ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم .
  ولنا في سلفنا الصالح أمثلة كثيرة على قول الحق دون مجاملة أو محاباة ، يقول الحق ولا يهاب أحداً من الناس لا ملكاً ولا وزيرا ، و هذا إمام أهل السنة والجماعة سيدنا الإمام احمد ابن حنبل تعرض لمحنة عظيم ولا تتحملها الجبال الرواسي ، فتنة عظيم و بلاء حل بالمسلمين في ذلك العصر إنها فتنة خلق القران الكريم ، فتصدر لتلك الفتنة العالم الرباني ، التقي الورع ،العارف بالحلال والحرام ، المتمسك بالسنة ، الواقف على حدود الله انه إمام الفذ إمام أهل السنة والجماعة احمد ابن حنبل ، تعرض هذا الإمام العظيم للضرب وحبس والنفي سنوات طوال لم يتزحزح عن قوله  قيد أنمله ، هذا هو العالم الرباني  يقول الحق ولا يخشى فلله لومة لائم ، عظمة وأي عظمة سجل له التاريخ ذلك الفعل العظيم فستحق هذا الإمام الاحترام والثناء رفع الله بذلك الفعل قدره ومنزلة بين الناس و نتشر علمه بين المسلمين جيلا بعد جيل ،  فرحمك الله يا إمام احمد رحمة واسعة وأسكنك الله فسيح جنات .
ومن المصائب في هذا الزمان هو تصاريح شيخ الأزهر السابق والحالي، وسوف نفند ما صرح به شيخ الأزهر د / احمد الطيب في حديثه وحواره لجريدة النهار اللبنانية حول الشيعة ، وقد جاء في هذا التصريح كثيراً من المغالطات ، إما ناشئة من عدم العلم بدين وعقائد الشيعة ، أو جاء كلامه سياسيا في نوعا من المجاملات وذلك على حساب الدين وتضليل المسلمين بهذا الكلام الباطل ، وسوف نفند ما جاء في كلام شيخ الأزهر ، مستدلين بأقوال علماء الشيعة و سوف نجمل الملاحظات في النقاط التالية :


1-    صرح شيخ الأزهر "بأنه يرفضه تكفير الشيعة "  :
هنا نسأل شيخ الأزهر هل دين وعقيدة الشيعة هو دين الإسلام الذي نُزل على سيدنا و نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، نريد جواب من قبل شيخ الأزهر ؟
نقول لشيخ الأزهر هل قرأت عقيدة الشيعة و اصول دينهم ، حتى ترفض تكفير الشيعة و سوف نسوق بعض عقائد الشيعة  هل هي صحيحة ام لا :
أولا : اتفاق علماء الشيعة بتحريف القران الكريم :
هنا نسأل شيخ الأزهر سؤالا في شخصا يعتقد بأن القران الكريم محرف ، مبدل ، ناقص ، وان الصحابة الكرام ساهموا في تبدل وتحريف كلام الله ، وقد قال شيخ الأزهر" بان الشيعة لم يقولوا بتحريف القران الكريم ، وليس هناك مصحف آخر وان هذا الكلام كله إشاعات ".
بل هي قضية اعتقدها أكثر علماء الشيعة بل قد قال بعض الباحثين إن كلهم قال بذلك وهي مسألة وردت في أمهات الكتب لدى الشيعة فهي عقيدة أساسية في المذهب الشيعي ألا وهي القول بـ: " تحريف القرآن "  .  وخلاصة هذه العقيدة أن القرآن الموجود الآن محرف ومغير ومبدل . وهو على غير الصورة والهيئة التي أنزله الله – سبحانه وتعالى – بها ، وقد قال الله تعالى في محكم التنزيل { إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون } فالله يقول أنا أتكفل بحفظه ، وهذه العقيدة ودين الشيعة تقول بل ضيع وما حفظ ، سبحانك هذا بهتان عظيم .
والله عز وجل يقول في القرآن { لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد } وهذه العقيدة ودين الشيعة تقول بل أتاه الباطل من كل جانب ، فهو ناقص و مبدل .
واليكم أقوال علماء الشيعة في هذه المسالة :
قبل سرد أقوال علماء الشيعة في مسالة تحريف القران ، نذكر بعض أسماء علماء الشيعة الذين قالوا بتحريف وهم :
1-     أبو الحسن علي بن إبراهيم القمي المتوفى عام 307 هـ وله كتاب في التفسير هو تفسير القمي.
 ماذا قال العلماء عنه :
أ‌-       قال المجلسي :" علي بن إبراهيم بن هاشم ، أبو الحسن القمي من أجله رواه الأمامية ومن أعظم مشايخهم أطبقت التراجم على جلالته ووثاقته قال النجاشي في الفهرست : ثقة في الحديث ثبت معتمد صحيح الذهب سمع فأكثر وصنف كتباً "  مقدمة البحار ص 128.
ب‌-  الشيخ طيب الموسوي الجزائري في مقدمة للتفسير " لا ريب في أن هذا التفسير الذي بين أيدينا من أقدم التفاسير التي وصلت إلينا ، ولولا هذا لما كان متناً متيناً في هذا الفن ، ولما سكن إليه جهابذة الزمن فكم من تفسير قيم مقتبس من أخباره ، ولم تره إلا منوراً بأنواره كالصافي ومجمع البيان والبرهان … ثم قال بعد ذلك . وبالجملة فإنه تفسير رباني ، وتنوير شعشعاني عميق المعاني قوي المباني عجيب في طوره ، بعيد في غوره لا يخرج مثله إلا من عالم ولا يعقله إلا العالمون " مقدمة تفسير القمي بقلم طيب الموسوي الجزائري ص 14-16.
2-    أبو جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني المتوفى عام  328هـ ومن مؤلفاته : الكافي .
 ماذا قال العلماء عنه :
أ - يقول النجاشي بأنه كان في زمانه شيخ الشيعة و إمامهم في مدينة الري و كان يضبط الحديث أكثر من الآخرين و كان معتمداً أكثر من غيره.
ب -  يقول محمد تقي المجلسي بأنه لم يأت مثل الكليني بين علماء الشيعة، و كل من دقق في أخباره و ترتيب كتابه فإنه يعتقد بأنه كان مؤيداً من قبل الله تعالى. " أعيان الشيعة لمحسن الأمين "
ج - قال الطوسي : " محمد بن يعقوب الكليني يكنى أبا جعفر الأعور جليل القدر ، عالم بالأخبار وله مصنفات منها الكافي " رجال الطوسي ص 495".
د - وقال آغا بزرك الطهراني موثقاً الكافي :" الكافي في الحديث وهو أجل الكتب الأربعة الأصول المعتمدة لم يكتب مثله في المنقول من آل الرسول لثقة الإسلام محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني ابن أخت علان الكليني المتوفى سنة 328هـ " الذريعة 17/245.
هـ - قال السيّد ابن طاووس في فرج المهموم : ( الشيخ المتفق على عدالته وفضله وأمانته ) .
3-    محمد باقر المجلسي المتوفى سنة 1111 هـ ، من مؤلفاته : بحار الأنوار .
ماذا قال العلماء عنه :
أ - قد نقل عنه المحدث نعمة اللّه الجزائري, حيث قال: (رافقته سنين طويلة, وكان معي ليل نهار, -وخـلال هذه المدة الطويلة كان شديد الحذر في أعماله المباحة، فكيف يمكن أن يُتصور منه المكروه ) .
ب - قال الأردبيلي "  محمد باقر بن محمد تقي  بن المقصود على الملقب  بالمجلسي ،  مد ظله العالي ،  أستاذنا وشيخنا وشيخ الإسلام والمسلمين ،  خاتم المجتهدين الإمام العلامة المحقق المدقق جليل القدر عظيم الشأن رفيع المنزلة وحيد عصره فريد دهره ثقة ثبت عين كثير العلم جيد التصانيف .  وأمره في علو قدره وعظم شأنه وسمو رتبته وتبحره في العلوم العقلية والنقلية ودقة نظره وإصابة رأيه وثقته وإمامته وعدالته أشهر من أن تذكر وفوق ما يحوم حوله العبارة له كتب نفيسة جيدة قد أجازني دام بقاؤه وتأييده أن أروي عنه جميعها منها ." جامع الرواة 2/78-79 " .
4-    أبو عبدا لله محمد بن محمد بن النعمان المشهور بالمفيد والمتوفى عام 413هـ ومن مؤلفاته : الإرشاد – أمالي المفيد – أوائل المقالات وغيرها .
 ماذا قال العلماء عنه :
أ - قال يوسف البحراني في كتاب لؤلؤة البحرين ص356-357 :" قال شيخنا في الخلاصة : محمد بن محمد بن النعمان يكنى أبا عبدا لله ويلقب بالمفيد … من أجل مشائخ الشيعة ورئيسهم وأستاذهم وكل من تأخر عنه استفاد منه وفضله أشهر من أن يوصف ".
ب - وقال عباس القمي :" شيخ مشايخ الجلة ، ورئيس رؤساء الملة ، وفخر الشيعة ومحيي الشريعة ، ملهم الحق ودليله ، ومنار الدين وسبيله ، اجتمعت فيه خلال الفضل انتهت إليه رئاسة الكل واتفق الجميع على علمه وفضله وفقهه وعدالته وثقته وجلالته كان رحمه الله كثير المحاسن جم المناقب .
5-    حسين محمد تقي الدين النوري الطبرسي المتوفى سنة 1320هـ ومن مؤلفاته :
مستدرتك الوسائل – فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب [ كتاب كامل يثبت فيه من روايات أئمة الشيعة المنسوبة إليهم يثبت أن التحريف واقع في القرآن وحشد لذلك مئات الروايات ] .
  ماذا قال العلماء عنه :
 أ - قال أغا بزرك الطهراني :" الشيخ ميرزا حسين بن الميرزا محمد تقي بن الميرزا علي محمد تقي النوري الطبرسي إمام أئمة الحديث والرجال في الأعصار المتأخرة ومن أعاظم علماء الشيعة وكبار رجال الإسلام في هذا القرن … كان الشيخ النوري أحد نماذج السلف الصالح التي ندر وجودها في هذا العصر فقد أمتاز بعبقرية فذة وكان آية من آيات الله العجيبة ، كمنت فيه مواهب غريبة ، وملكات شريفة أهلته لأن يعد في الطليعة من علماء الشيعة الذين كرسوا حياتهم طوال أعمارهم لخدمة الدين والمذهب ، وحياته صفحة مشرقة من الأعمال الصالحة ومن تصانيفه : فصل الخطاب في مسألة تحريف الكتاب .[ نقباء البشر ج2ص543،545،549،550].
وسوف ذكر أسماء العلماء الآخرين بدون تفصيل وهم :
6-    نعمة الله الجزائري .
7-    الفيض الكاشاني ( المتوفى 1091 هـ  ) .
8-    أبو منصور أحمد بن منصور الطبرسي ( المتوفى سنة 620هـ ) .
9-    أبو جعفر محمد بن الحسن الصفار .
10-   الميرزا حبيب الله الخوئيّ.
11-  الفيض الكاشاني .
12-  الخميني .
وإليكم بعد ما بعض ما ورد من أقوال علماء الشيعة الذين صرحوا بتحريف القران الكريم :
1-      من كلام القمي في تفسيره (1/10) حيث قال :
أ - وله:ما هو خلاف ما أنزل الله فهو قوله "{ كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله }" فقال أبو عبد الله عليه السلام لقارئ هذه الآية : " خير أمة " ، يقتلون أمير المؤمنين والحسن والحسين عليهما السلام ؟ فقيل له: وكيف نزلت يا ابن رسول الله ؟ فقال : إنما نزلت "{ كنتم خير أئمة أخرجت للناس }" ألا ترى مدح الله لهم في أخر الآية : تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ".
ب- ومثله آية قرئت على أبي عبد الله عليه السلام : "{ الذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً }" فقال أبو عبد الله عليه السلام : لقد سألوا الله عظيماً أن يجعلهم للمتقين إماماً . فقيل له : يا أبن رسول الله كيف نزلت ؟ فقال : إنما نزلت "{ الذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين وأجعل لنا من المتقين إماماً }".
ج - وقوله :"{ له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله }" فقال أبو عبد الله : كيف يحفظ الشئ من أمر الله وكيف يكون المعقب من بين يديه ؟ فقيل له : وكيف ذلك يا أبن رسول الله ؟ فقال : أنما نزلت "{ له معقبات من خلفه ورقيب من يديه يحفظونه بأمر الله }" ومثله كثير .
د - وأما ما هو محرف فهو قوله "{ لكن الله يشهد بما أنزل إليك في علي  أنزله بعلمه والملائكة يشهدون }" وقوله :"{ يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك في علي فإن لم تفعل فما بلغت رسالته}".
هـ - وقوله :"{ إن الذين كفروا وظلموا آل محمد حقهم لم يكن الله ليغفر لهم }" وقوله :"{ وسيعلم الذين ظلموا آل محمد حقهم أي منقلب ينقلبون }" وقوله :"{ ولو ترى الذين ظلموا آل محمد حقهم في غمرات الموت }".
2-      ذكر الكليني في الكافي ( 1/457) :
عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال : وإن عندنا لمصحف فاطمة (ع) وما يدريهم ما مصحف فاطمة ( ع ) ؟ قال : قلت وما مصحف فاطمة ( ع ) ؟ قال : مصحف فاطمة فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد . قال : قلت هذا والله العالم .
3-     ذكر الكليني في الكافي أيضاً ( 4/456) :
عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال : " إن القرآن جاء به جبرائيل عليه السلام إلى محمد صلى الله عليه وسلم سبعة عشر ألف آية" . مع أن عدد آيات القرآن ستة ألاف آية فانظر إلى الفرق يا راعاك الله .
4-      جاء في الكافي أيضاً ( 4/433) :
عن محمد بن سليمان عن بعض أصحابه عن أبي الحسن عليه السلام قال : قلت له : جعلت فداك إنا نسمع الآيات من القرآن ليس هي عندنا كما نسمعها ولا نحسن أن نقراها كما بلغنا عنكم فهل نأثم ؟ فقال : لا ؛ اقرأوا كما تعلمتم فسيجيئكم من يعلمكم.
5-    وذكر أيضاً في الكافي (4/452 ) :
عن عبد الرحمن بن أبي هشام عن سالم بن سلمه قال : قرأ رجل على أبي عبد الله عليه السلام وأنا أستمع حروفاً من القرآن ليس على ما يقرؤها الناس . فقال أبو عبد الله عليه السلام : كف عن هذه القراءة . أقرأ كما يقرأ الناس حتى يقوم القائم عليه السلام . فإذا قام القائم عليه السلام قرأ كتاب الله عز وجل على حده وأخرج المصحف الذي كتبه علي عليه السلام وقال : أخرجه علي عليه السلام إلى الناس حين فرغ منه وكتبه وقال لهم هذا كتاب الله عز وجل كما أنزله الله على محمد صلى الله عليه وسلم وقد جمعته بين اللوحين فقالوا : هو ذا عندنا مصحف جامع لا حاجة لنافيه  . فقال : أما والله ما ترونه بعد يومكم هذا أبداً .
6-     ورد في الكافي أيضاً ( 1/441) :
عن جابر قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : لما أدعى أحد من الناس أنه جمع القرآن كله كما أنزل إلا كذاب  وما جمعه وحفظه كما أنزله الله تعالى إلا علي بن أبي طالب عليه السلام والأئمة من بعده عليهم السلام .
7-     في الكافي أيضاً (1/441) :
عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال : ( ما يستطيع أحد أن يدعي أن عنده جميع القرآن ظاهره وباطنه غير الأوصياء )
8-     قال أبو القاسم الكوفي في كتابه الاستغاثة ص 25 عند الكلام على أبي بكر الصديق رضي الله عنه : ( ومن بدعه أنه لما أراد أن يجمع ما تهيأ من القرآن صرخ مناديه في المدينة من كان عنده شيء من القرآن فليأتنا به ثم قال : لا نقبل من أحد منه شيئاً إلا شاهدي عدل وإنما أراد هذه الحال لئلا يقبلوا ما ألفه أمير المؤمنين عليه السلام إذ كان ألف في ذلك الوقت جميع القرآن بتمامه وكماله من ابتدائه إلى خاتمته على نسق تنزيله فلم يقبل ذلك خوفاً أن يظهر فيه ما يفسد عليهم أمرهم فلذلك قالوا :  لا نقبل القرآن من أحد إلا بشاهدي عدل ) أ.هـ
9-     قال الشيخ المفيد في كتابه أوائل المقالات ص 13 :
( واتفقوا أي الأمامية على أن أئمة الضلال خالفوا في كثير من تحريف القرآن وعدلوا فيه عن موجب التنزيل وسنة النبي صلى الله عليه واله )
10  - قال الأردبيلي في كتابه ( حديقة الشيعة ) ص 118-119 بالفارسية نقلاً عن الشيعة والسنة ص 137 ( إن عثمان قتل عبد الله بن مسعود بعد أن أجبره على ترك المصحف الذي كان عنده وأكرهه على قراءة ذلك المصحف الذي ألفه ورتبه زيد بن ثابت بأمره )
وقال البعض : إن عثمان أمر مروان بن الحكم وزياد بن سمرة الكاتبين له أن ينقلا من مصحف عبد الله ما يرضيهم ويحذف منه ما ليس بمرض عندهم ويغسلا الباقي .
11-   قال الطبرسي في كتابه الاحتجاج (1/370) :
( إن الكناية عن أسماء أصحاب الجرائر العظيمة من المنافقين في القرآن ليست من فعله تعالى وإنها من فعل المغيرين والمبدلين الذين جعلوا القرآن عضين و اعتاضوا الدنيا من الدين وقد بين الله تعالى قصص المغيرين
 بقوله : ( الذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمناً قليلاً ) وبقوله : ( وإن منهم لفريقاً يلوون ألسنتهم بالكتاب) وبقوله : ( إذ يبنون ما لا يرضى من القول ) .
12- قال الطبرسي أيضاً في الاحتجاج (1/224) : ( ولما أستخلف عمر سأل علياً أن يدفع لهم القرآن فيحرفوه فيما بينهم فقال أبا الحسن : إن كنت جئت به إلى أبي بكر فأت به إلينا حتى نجتمع عليه فقال علي عليه السلام :هيهات ليس إلى ذلك سبيل إنما جئت به إلى أبي بكر لتقوم الحجة عليكم ولا تقولوا يوم القيامة : إن كنا عن هذا غافلين أو تقولوا ما جئتنا به . إن القرآن الذي عندي لا يمسه إلا المطهرون والأوصياء من ولدي .
فقال عمر : فهل وقت لإظهار معلوم ؟ قال عليه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : نعم إذا قام القائم من ولدي يظهره ويحمل الناس عليه فتجري السنة به )
13- يقول الطبرسي أيضاً ( 1/377-378) من كتاب الاحتجاج:
( ولو شرحت لك كل ما أسقط وحرف وبدل وما يجري في هذا المجال لطال وظهر ما تحظر التقية إظهاره من مناقب الأولياء ومثالب الأعداء )
14 - ذكر الكاشاني في مقدمة تفسيره الصافي (1/32) بعد ذكر ما يفيد تحريف القرآن ونقصه من قبل الصحابة قال ما يلي : ( المستفاد من جميع هذه الأخبار وغيرها من الروايات من طريق أهل البيت عليهم السلام أن القرآن ليس بتمامه كما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم بل منه ما هو خلاف ما أنزل الله ومنه ما هو مغير محرف وأنه قد حذف منه أشياء كثيرة منها اسم علي عليه السلام في كثير من المواضع ومنها لفظة آل محمد صلى الله عليه وسلم غير مرة ومنها أسماء المنافقين في مواضعها ومنها غير ذلك وأنه ليس على الترتيب المرضي عند الله وعند رسوله صلى الله عليه وسلم و به قال علي بن إبراهيم القمي ) أ.هـ 
15 - قال الكاشاني أيضاً في الصافي (1/33) : ( لم يبق لنا اعتماد على شيء من القرآن إذا على هذا يحتمل كل آية منه أن يكون محرفاً ومغيراً ويكون على خلاف ما أنزل الله فلم يبق لنا في القرآن حجة أصلاً فتنتفي فائدته وفائدة الأمر بأتباعه والوصية بالتمسك به إلى غير ذلك ) .
16 - يذكر الكاشاني أيضاً من سبقه ممن قال بالتحريف فيقول في الصافي أيضاً (1/34) : ( وأما اعتقاد مشايخنا في ذلك  يعني تحريفه القرآن فالظاهر من ثقة الإسلام محمد بن يعقوب الكليني طاب ثراه أنه كان يعتقد التحريف والنقصان في القرآن لأنه كان روى روايات في هذا المعنى في كتابه الكافي ويتعرض للقدح فيها مع أنه ذكر في أول الكتاب أنه كان يثق بما رواه فيه وأستاذه علي بن إبراهيم القمي فأن تفسيره مملوء منه وله غلو فيه والشيخ الطبرسي فأنه أيضاً نسج على منوالها في كتاب الاحتجاج ) أ.هـ
17 - قال المجلسي في مرآة العقول في شرح أحاديث الرسول الجزء الثاني عشر ص 525 أثناء شرحه لحديث هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال :إن القرآن الذي جاء به جبرائيل عليه السلام إلى محمد صلى الله عليه وسلم سبعة عشر ألف آية ) قال عن هذا الحديث (موثق في بعض النسخ هشام بن سالم موضع هارون بن سالم فالخبر صحيح ولا يخفى أن هذا الخبر وكثير من الأخبار الصحيحة صريحة في نقص القرآن وتغييره وعندي أن الأخبار في هذا الباب متواترة معنى وطرح جميعها يوجب رفع الاعتماد عن الأخبار رأساً بل ظني أن الأخبار في هذا الباب لا يقصر عن أخبار الإمامة فكيف يثبتونها بالخبر ) أ.هـ ومعنى كلامه : كيف يثبتون الإمامة بالخبر إذا طرحوا أخبار التحريف ؟ .
18 - قال الجزائري في كتابه الأنوار النعمانية ( 2 / 357 ) في كلامه حول القراءات السبع :
" إن تسليم تواترها عن الوحي الإلهي وكون الكل قد نزل به الروح الأمين يفضي إلى طرح الأخبار المستفيضة بل المتواترة الدالة بصريحها على وقوع التحريف في القرآن كلاماً ومادة وإعرابا، مع أن أصحابنا رضوان الله عليهم قد أطبقوا على صحتها والتصديق بها " .
19 - ويقول الجزائري أيضاً في كلامه على من قال بعدم التحريف ( 2 / 358 )  من الأنوار النعمانية :
" والظاهر أن هذا القول إنما صدر منهم لأجل مصالح كثيرة منها سد باب الطعن عليها بأنه إذا جاز هذا في القرآن فكيف جاز العمل بقواعده وأحكامه مع جواز لحوق التحريف لها "
 وهذا يعني أن نفيهم للتحريف من باب التقية وليس اعتقادا.
20 - ويزيد نعمة الله الجزائري في هذا الباب الكلام فيقول في الأنوار أيضاً ( 1 / 97 ) :
" ولا تعجب من كثرة الأخبار الموضوعة فإنهم بعد النبي صلى الله عليه وسلم قد غيروا وبدلوا في الدين ما هو أعظم من هذا كتغييرهم القرآن وتحريف كلماته وحذف ما فيه من مدائح آل الرسول صلى الله عليه وسلم والأئمة الطاهرين وفضائح المنافقين وإظهار مساويهم كما سيأتي بيانه في نور القرآن " .
21 - قال أبو الحسن العاملي في مقدمة تفسيره ( مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار ) ص 36 :
" اعلم أن الحق الذي لا محيص عنه بحسب الأخبار المتواترة الآتية وغيرها أن هذا القرآن الذي في أيدينا قد وقع فيه بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء من التغيرات ، وأسقط الذين جمعوه بعده كثيراً من الكلمات والآيات وأن القرآن، المحفوظ عما ذكر الموافق لما أنزله الله تعالى ما جمعه إلا علي عليه السلام وحفظه إلى أن وصل إلى ابنه الحسن عليه الصلاة والسلام وهكذا إلى أن وصل إلى القائم عليه السلام وهو اليوم عنده صلوات الله عليه "
ثم ذكر الفصول الأربعة التي أشتمل عليها كتابه حول إثبات تحريف القرآن وفي الباب الرابع منها الرد على من قال بعدم التحريف من الشيعة كالسيد المرتضى و الطبرسي صاحب مجمع البيان .
22 - قال الخراساني – وهو من علماء القرن الرابع عشر – في كتابه : بيان السعادة في مقامات العباد ( 1 / 12 ) :
" اعلم انه قد استفاضت الأخبار عن الأئمة الأطهار بوقوع الزيادة والنقيصة والتحريف والتغيير فيه بحيث لا يكاد يقع شك في صدور بعضها منهم " .
 والمقصود بهذا الكلام القرآن الكريم !!
23 - قال النوري الطبرسي في كتابه " فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب ) ص 31 :
" قال السيد الجزائري ما معناه أن الأصحاب قد أطبقوا على صحة الأخبار المستفيضة بل المتواترة الدالة بصريحها على وقوع التحريف في القرآن "
و ذكر الطبرسي أيضاً في كتابه " فصل الخطاب " أقوال علماءهم في تحريف القرآن ص 29 وما بعدها فقال : " وقال الفاضل الشيخ يحيى تلميذ الكركي في كتابه الإمامة في الطعن التاسع على الثلاث بعد كلام له ما لفظه : " مع إجماع أهل القبلة من الخاص والعام أن هذا القرآن الذي في أيدي الناس ليس هو القرآن كله وأنه قد ذهب من القرآن ما ليس في أيدي الناس "  .
 ومعلوم عند السنة والشيعة أن الثالث هو عثمان بن عفان الخليفة الراشد الثالث رضي الله عنه.
24 - قال نعمة الله الجزائري في كتابه الأنوار النعمانية ج 2 ص 363
" فإن قلت كيف جاز القراءة في هذا القرآن مع ما لحقه من التغيير ؟ قلت : قد روي في الأخبار أنهم عليهم السلام أمروا شيعتهم بقراءة هذا الموجود من القرآن في الصلاة وغيرها والعمل بأحكامه حتى يظهر مولانا صاحب الزمان فيرتفع هذا القرآن من أيدي الناس إلى السماء ويخرج القرآن، الذي ألفه أمير المؤمنين عليه السلام فيقرأ ويعمل بأحكامه " .
25 - قال المفيد في أوائل المقالات ص 91 دار الكتاب الإسلامي بيروت :
" إن الأخبار قد جاءت مستفيضة عن أئمة الهدى من آل محمد صلى الله عليه وسلم باختلاف القرآن وما أحدثه الظالمين – كذا كتبت- فيه من الحذف والنقصان " .
26 - قال العلامة الحجة السيد عدنان البحراني في كتاب ( مشارق الشموس الدرية ) ص 126 بعد أن ذكر الروايات التي تفيد التحريف في نظره : " الأخبار التي لا تحصى كثيرة و قد تجاوزت حد التواتر ولا في نقلها كثير فائدة بعد شيوع القول بالتحريف والتغيير بين الفريقين وكونه من المسلمات عند الصحابة والتابعين بل وإجماع الفرقة المحقة وكونه من ضروريات مذهبهم و به تضافرت أخبارهم " .
27 - قال العلامة المحدث الشهير يوسف البحراني في كتابه " الدرر النجفية " ص 298 بعد ذكر الأخبار الدالة على تحريف القرآن في نظره قال :" لا يخفى ما في هذه الأخبار من الدلالة الصريحة والمقالة الفصيحة على ما اخترناه ووضوح ما قلناه ولو تطرق الطعن إلى هذه الأخبار على كثرتها وانتشارها لأمكن الطعن إلى أخبار الشريعة كلها كما لا يخفى إذا الأصول واحدة وكذا الطرق والرواة والمشايخ والنقلة ولعمري إن القول بعدم التغيير والتبديل لا يخرج من حسن الظن بأئمة الجور وأنهم لم يخونوا في الأمانة الكبرى مع ظهور خيانتهم في الأمانة الأخرى التي هي أشد ضرراً على الدين ) .
28 - قال أبو الحسن العاملي في المقدمة الثانية – الفصل الرابع التفسير مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار :
" وعندي في وضوح صحة هذا القول – تحريف القرآن وتغييره – بعد تتبع الأخبار وتفحص الآثار بحيث يمكن الحكم بكونه من ضروريات مذهب التشيع وأنه من أكبر مقاصد غصب الخلافة "
29 - قال الحاج كريم الكرماني الملقب بمرشد الأنام في كتابه " إرشاد العوام ) ص 221 ج 3 ، باللغة الفارسية :
" إن الإمام المهدي بعد ظهوره يتلو القرآن فيقول : أيها المسلمون هذا والله هو القرآن الحقيقي الذي أنزله الله على محمد والذي حُرف وبُدل ) .
ومن هنا نقول للشيخ الأزهر بعد كل هذا النصوص الواردة في كتب الشيعة الصادرة من علماء و مراجع الشيعة الكبار الذين اجمعوا وأطبقوا على تحريف كلام رب العالمين ، بل ألف احد علمائهم كتاب سماه " فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب " كل هذا ويقول شيخ الأزهر أن كل هذا الكلام إشاعات !!!!!! .
وهنا نطرح سؤال ، ما حكم من قال أو اعتقد بتحريف القران الكريم ؟
فأهل السنة والجماعة يعتقدون سلامة القرآن العظيم من التحريف، والتبديل، والتغيير، والنقص، والزيادة بأي وجه من الوجوه، ويرون أن القول بذلك طعن في وعد الله تعالى الذي لا يتخلف، وذلك قوله سبحانه: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)[الحجر:9 [ والظن بأن الصحابة أو بعضهم أقدم على ذلك طعن في الله، وفي رسوله.  ذلك أن الله تعالى لم يكن لينصر رسوله على أمم الكفر والشرك، ثم يحيطه بجماعة من المنافقين يربيهم ويعلمهم ويؤاكلهم ويجالسهم ويعيش دهره معهم، وهم خونة فجرة، لا يؤتمنون على وحي، ولا يصلحون لحمل الرسالة، وتبليغ الدين، فأي طعن في الله تعالى فوق هذا الطعن؟! وأي تكذيب لوعد الله بالنصر والتمكين وإكمال الدين فوق هذا التكذيب؟!. وكيف يسعى رسول الله صلى الله عليه وسلم لهداية أمم الأرض من حوله، وهو عاجز عن أن يصطفي جماعة قليلة من حوله؟!. وأي نصر وفتح يهبه الله له، وهو لا يفتأ يؤاكل ويجالس، بل ويصاهر ويناسب كفاراً منافقين سيسعون إلى تغيير القرآن وتبديله؟!. والظن بأن الصحابة الذين جمعوا القرآن، ودونوه يمكن أن يزيدوا فيه، أو ينقصوا منه طعن في الدين كله، وهل جاءنا الدين إلا عن طريقهم؟! هل وصول الإسلام إلينا إلا ثمرة من ثمار دعوتهم وجهادهم؟! ومن هنا كان قول أهل السنة والجماعة، أن من ادعى وجود التحريف في القرآن فهو كافر، ومن قال قولاً يفضي إلى تضليل الأمة فهو كافر.  وقد كتب أهل السنة في ذلك كتابات متنوعة، منها ما يذكرونه في أبواب الردة من كتب الفقه، وينصون على حكم هذه المسألة، ومنها ما هو في سياق الرد على الزنادقة والملاحده والطوائف المنحرفة، ومنها ما يذكر في كتب الاعتقاد في بيان منزلة القرآن الكريم. ومنها تأليفا معاصرة اهتمت بتقرير المسألة، ودحض شبهات المخالفين  ، ككتاب الشيعة والقرآن للشيخ إحسان إلهي ظهير، وكتاب: أصول مذهب الشيعة الإمامية للدكتور ناصر بن عبد الله القفاري. وكتاب: مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة له أيضا.  
ومن كلام أهل السنة في هذه المسألة:  قال القاضي عياض في كتابه: الشفا في بيان حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم 2/304. (وقد أجمع المسلمون أن القرآن المتلو في جميع أقطار الأرض المكتوب في المصحف بأيدي المسلمين، مما جمعه الدفتان من أول "الحمد لله رب العالمين" إلى آخر " قل أعوذ برب الناس" أنه كلام الله، ووحيه المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وأن جميع ما فيه حق، وأن من نقص منه حرفاً قاصداً لذلك، أو بدله بحرف آخر مكانه، أو زاد فيه حرفاً مما لم يشتمل عليه المصحف الذي وقع الإجماع عليه، وأجمع على أنه ليس من القرآن عامداً لكل هذا أنه كافر).  وقال ابن قدامه في لمعة الاعتقاد ) ولا خلاف بين المسلمين في أن من جحد من القرآن سورة أو آية أو كلمة أو حرفاً متفقاً عليه أنه كافر). وقال القاضي أبو يعلى) والقرآن ما غُيِّر ولا بُدِّل ولا نُقِص منه، ولا زِيدَ فيه، خلافاً للرافضة القائلين: إن القرآن قد غير وبدل وخولف بين نظمه وترتيبه). وقال (إن القرآن جمع بمحضر من الصحابة رضي الله عنهم، وأجمعوا عليه، ولم ينكر منكر، ولا رد أحد من الصحابة ذلك ولا طعن فيه، ولو كان مغيراً مبدلاً لوجب أن ينقل عن أحد من الصحابة أنه طعن فيه، لأن مثل هذا لا يجوز أن يتكتم في مستقر العادة... ولأنه لو كان مغيراً ومبدلاً لوجب على علي رضي الله عنه أن يبينه ويصلحه، ويبين للناس بياناً عاماً أنه أصلح ما كان مغيراً، فلما لم يفعل ذلك بل كان يقرؤه ويستعمله، دل على أنه غير مبدل، ولا مغير)..
وليعلم أن بعض ضعاف العقول ظنوا أن إثبات النسخ نوع من التحريف، وحاولوا أن يشنعوا على أهل السنة بذلك، وهذا ناشئ من الجهل، وأتباع الهوى، فإن النسخ قد دل عليه القرآن وأثبتته السنة، ولا يصدر إلا عن الله، أو عن رسوله صلى الله عليه وسلم.  ومن زعم أن في كتب السنة روايات صحيحة تعتمد شيئاً من تحريف القرآن فهو كاذب.  ومن ادعى أن روايات التحريف عند غير أهل السنة مقابلة بمثلها عند أهل السنة فهو مغالط، وذلك من وجهين: الأول: أن القضية ليست في روايات قد تصح، وقد تضعف، ولكن في تصريح بعض أئمة الضلال بكون القرآن محرفاً ومبدلاً ومغيراً.  
والثاني: أنه على فرض وجود روايات من ذلك عند أهل السنة، فهي ساقطة باطلة قابلها أهل السنة بالإنكار، وحكموا على من اعتقد هذا التحريف بالكفر والردة، وهذا ما لم تفعله الفرق المنحرفة الطاعنة في القرآن، فإنهم يثبتون الروايات، ويتبنون ما تدل عليه، ولا يجرؤون على تكفير من اعتقدها ودان بها.
من المغالطات الذي ساقها شيخ الأزهر انه قال " نحن نصلى وراء الشيعة "، و في هذا الكلام تضليل لعامة المسلمين  مما يجعل المسلم يعتقد بجواز  الصلاة خلف الرافضي ، ومن هنا نطرح سؤالاً هل يجوز الصلاة خلف الشيعي ؟ يجيب على هذا السؤال الأئمة الأعلام من أهل السنة والجماعة.
1-    يقول الإمام سفيان بن عيينة –رحمه الله - لا تصلوا خلف الرافضي ولا خلف الجهمي ولا خلف القدري..
2-    وسئل الإمام أحمد –رحمه الله- عن الذي يشتم معاوية –رضي الله عنه-: أيصلى خلفه؟ قال:( لا يصلى خلفه ولا كرامة له).
3-    قال الإمام البخاري رحمه الله « ما أبالي صليت خلف الجهمي والرافضي أم صليت خلف اليهود والنصارى ولا يسلم عليهم ولا يعادون ولا يتناكحون ولا يشهدون ولا تؤكل ذبائحهم» (خلق أفعال العباد ص 125) .
4-    قال أبو يوسف القاضي : لا أصلي خلف جهمي ولا رافضي ولا قدري . انظر : شرح أصول السنة (2/733) .
نسأل شيخ الأزهر هل هؤلاء العلماء الإجلاء لم يفهموا الدين الإسلامي، و فهمت أنت يا شيخ الأزهر !!!!!!!! .
و نسأل شيخ سؤالاً ما حكم من طعن في أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها و اتهمها بالزنا  ، وكفر الصحابة رضوان الله عنهم أجمعين .؟
يقوم دين و عقيدة الشيعة الإثنى عشرية على سب وشتم وتكفـير الصحابة رضوان الله عليهم. وقد كفّروا جميع أصحاب رسول الله عليه السلام إلا النادر منهم، وطعنوا في أم المؤمنين السيدة عائشة، واسمع راعاك الله إلى أقوال علمائهم.
1 – موقف الشيعة الإمامية من أم المؤمنين السيدة عائشة :
 لقد امتلأت كتب الشيعة الروافض بالروايات والأقوال السقيمة التي تنال من إيمان وأخلاق عائشة رضي الله وعفتها وطهارتها، وصدق إتباعها للنبي صلى الله عليه وسلم. ولقد ترجم محتوى هذه الكتب إلى تصريحات هابطة وأقوال سقيمة تنال من السيدة عائشة ويحكمون عليها بأنها الكافرين من أهل النار كثير من مشايخ الشيعة المعاصرين منهم: العراقي مجتبى الشيرازي، والشيعي الكويتي ياسر الحبيب، والمتشيع المصري حسن شحاته، ومن ذلك ما أقدمت عليه جماعة شيعية رافضة حاقدة بزعامة الزنديق خاسر الخبيث المسمى ياسر الحبيب من إقامة احتفال في بريطانيا يوم الجمعة17 رمضان1431 الموافق27 أغسطس 2010م بإقامة احتفال ضخم في مدينة لندن تحت رعاية (هيئة خدام المهدي) وبحضور علماء ومثقفين شيعة، أقاموا هذا الاحتفال فرحا بمناسبة وفاة الطاهرة زوجة النبي صلى الله عليه وسلم والصديقة بنت الصديق عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها التي أنزل الله تعالى في حق عفتها وطهارتها قرآناً يتلى إلى يوم القيامة، حيث أقدمت هذه الشرذمة الشيعية على لعنها وتكفيرها واتهمها بالخيانة للنبي صلى الله عليه وسلم، وصفها بأبشع الصفات وأخسها. وكذلك تضمن احتفالهم السب والشتم واللعن والتكفير للخليفتين الراشدين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وشتم ولعن أم المؤمنين حفصة رضي الله عنهما.  وبالنسبة ما فعله الخسيس ياسر الخبيث وجماعته في لندن من تكفير وشتم عائشة رضي الله عنها ليس شيئا جديدا علينا لأنَّ هذا هو معتقد الشيعة الرافضة في زوج النبي صلى الله عليه وسلم، فعامة علماء الرافضة يعتقدون كفر عائشة رضي الله عنها وإنَّها من شر النساء، وإنَّها من أهل النَّار وإنها -والعياذ بالله تعالى- زنت كما صرَّح بذلك غير واحد من علمائهم كالقمي والمجلسي، والعياشي، وابن رجب البرسي وغيرهم. واذكر هنا نماذج من مروياتهم وأقوالهم التي تظهر حقدهم للسيدة الطاهرة الصديقة عائشة رضي الله عنها.
·          يقول شيخ الطائفة لدى الشيعة أبو جعفر الطوسي في (كتابه الاقتصاد فيما يتعلق في الاعتقاد ص 36:)"عائشة كانت مصرة على حربها لعلي، ولم تتب وهذا يدل على كفرها وبقائها عليه".(وذكر ذلك البياضي في الصراط المستقيم 1/187) .
·          وقال يوسف البحراني في كتابه " الشهاب الثاقب في بيان معنى الناصب ص 236 " عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها:"إنما ارتدت بعد موته  صلى الله عليه وسلم  كما ارتد ذلك الجم الغفير المجزوم بإيمانهم سابقا".
·         ويقول محمد بن حسين الشيرازي القمي في (كتابه الأربعين في إمامة الأئمة الطاهرين ص 615):"مما يدل على إمامة أئمتنا الإثني عشر أن عائشة كافرة مستحقة للنار، وهو مستلزم لحقية مذهبنا و حقية أئمتنا الإثني عشر...وكل من قال بإمامة الاثني عشر قال باستحقاقها اللعن والعذاب"..
·        يقول محمد باقر المجلسي في كتابه بحار الأنوار الجامع لدرر أخبار الأئمة الأطهار الجزء الثاني والثلاثون 276 "221 – البرسي في كتاب مشارق الأنوار قال : لما قدم الحسن بن علي عليهما السلام من الكوفة جاءت النسوة يٌعزينه بأمير المؤمنين عليه السلام ودخلت عليه أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقالت عائشة : يا أبا محمد ما فقد جدك إلا يوم فقد أبوك . فقال لها الحسفي" كتابهلام : نسيت نبشك في بيتك ليلاً بغير قبس بحديدة حتى ضريت الحديدة كفك فصارت جرحاً إلى الآن – تبغين جراراً خضراً فيها ما جمعت من خيانة حتى أخذت منها أربعين ديناراً عدداً لا تعلمين لها وزناً تفرّقيها مبغضي عليّ من تيم وعدي قد تشفّيت بقتله !! فقالت قد كان ذلك ..
·        يقول السيد هاشم سليمان إسماعيل عبد الجواد الحسيني البحراني في كتابه البرهان في تفسير القرآن الجزء 29 ص 358 وهو يتهم السيدة عائشة بالخيانة مع طلحة رضي الله عنه .
·        يقول الخميني في"  كتابه الطهارة  "يقول أن أمّ المؤمنين عائشة أخبث من الكلاب والخنازير ؛ والخبث المقصود هنا ليس خبث النفس المتعلق بالمكائد والدسائس ؛ بل خبث العين المتعلق بالنجاسات .
·           روى المفسّر العياشي عن عبد الصمد بن بشير عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال:”تدرون مات النبي صلى الله عليه وآله أو قُتل؟ إن الله يقول:(أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ)، فُسَمَّ قبل الموت! إنّهما سقتاه! فقلنا:إنهما وأبويهما شرّ من خلق الله)!"تفسير العياشي 1/200(.- يعني عائشة وحفصة و ابوبكر وعمر - .
·         وروى علي بن إبراهيم القمّي في تفسيره أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال لحفصة في مجريات قصّة التحريم: ”كفى! فقد حرّمت ماريّة على نفسي ولا أطأها بعد هذا أبدا، وأنا أفضي إليك سرّا فإنْ أنتِ أخبرتِ به فعليك لعنة الله والملائكة والناس أجمعين! فقالت: نعم ما هو؟ فقال: إن أبا بكر يلي الخلافة بعدي غصبا ثم من بعده أبوك، فقَالَتْ: مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا؟ قَالَ: نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ. فأخبرت حفصة عائشة من يومها ذلك، وأخبرت عائشة أبا بكر، فجاء أبو بكر إلى عمر فقال له:إن عائشة أخبرتني عن حفصة بشيء ولا أثق بقولها، فاسأل أنت حفصة. فجاء عمر إلى حفصة فقال لها: ما هذا الذي أخبرت عنك عائشة؟ فأنكرت ذلك وقالت: ما قلت لها من ذلك شيئا! فقال لها عمر: إنْ كان هذا حقاً فأخبرينا حتى نتقدّم فيه (نُجهز على النبي سريعا)! فقالت: نعم! قد قال رسول الله ذلك! فاجتمعوا أربعةً على أن يسمّوا رسول الله“!(تفسير القمي 2/376).
·        وقال المجلسي:"إنَّ العياشي روى بسند معتبر عن الصادق:أنَّ عائشة وحفصة لعنة الله عليهما وعلى أبويهما,قتلتا رسول الله بالسمِّ دبرتاه".(حياة القلوب: المجلسي 2/700).
·         ويقول العياشي في تفسيره عن عبد الصمد بن بشير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ”تدرون مات النبي صلى الله عليه وآله أو قُتل؟ إن الله يقول: أفإن مات أو قُتل انقلبتم على أعقابكم، فسُمَّ قبل الموت، إنما سقتاه! فقلنا: إنهما وأبوهما شر من خلق الله“. (تفسير العياشي 1/200 . وعنه تفسير البرهان 1/320 وتفسير الصافي 1/305). ووصف المجلسي سند هذه الرواية المكذوبة بأنه معتبر، وعلق عليها بقول:إن العياشي روى بسند معتبر عن الصادق(ع) أن عائشة وحفصة لعنة الله عليهما وعلى أبويهما قتلتا رسول الله بالسم دبرتاه)"حياة القلوب للمجلسي 2/700).
·        وقد نقل هذه الحادثة المكذوبة عدد كبير من مصنفي الشيعة، وذكروا كذبا وبهتانا اسم عائشة وحفصة وأبي بكر وعمر صراحة، وزعموا أنهم وضعوا السُمَّ لرسول الله فمات بسببه.(راجع تفسير القمي طبعة حجرية ص 340، وطبعة حديثة 2/375 – 376. وانظر الصراط المستقيم للبياضي 3/168- 169، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 2/457، إحقاق الحق للتستري ص 308، تفسير الصافي للكاشاني 2/716-717، والبرهان للبحراني 1/320، 4/352353-، والأنوار النعمانية للجزائري 4/336-337).
·        وليس هذا القول بدعا من القمي فقد سبقه إليه الكليني –شيخ الإسلام عند الشيعة، ومرجعهم- ونسبه إلى أبي جعفر الباقر، راجع البرهان للبحراني 4/357-358)، وليقيمنَّ الحدَّ على عائشة فيما أتت في طريق البصرة، وكان طلحة يحبها، فلما أرادت أن تخرج إلى البصرة قال لها فلان:لا يحل لك أن تخرجي من غير محرم فزوجت نفسها من طلحة..(تفسير القمي ط حجرية ص 341 ط حديثة 2/377، وانظر البرهان للبحراني 4/358، تفسير عبد الله شبر ص 338، وقد ساقاها موضحة كما أثبتها في المتن). 
·        وهذا في منتهى الوقاحة والبشاعة في حق الصديقة حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي حق السيدة حفصة رضي الله عنهما. وكيف يصف الله تعالى في كتابه الكريم قاتلات نبيه بأمهات المؤمنين"؟!.
·        يقول شيخهم مقبول أحمد في:(ترجمته لمعاني القرآن بالأردية ص840، سورة الأحزاب( ما ترجمته بالعربية:إنَّ قائدة جيوش البصرة في وقعة الجمل عائشة قد ارتكبت فاحشة مبينة حسب هذه الآية. والقمي: قال لها فلان:لا يحل لك أن تخرجي من غير محرم فزوجت نفسها من طلحة.(تفسير القمي ص.(341
·        قال علي غروي - أحد أكبر علماء الحوزة -:"إنَّ النبيَّ لا بدَّ أن يدخل فرجه النار, لأنه وطئ بعض المشركات".(كشف الأسرار للموسوي ص24). 
·        يقول العالم الشيعي رجب البرسي يقول:إنَّ عائشة جمعت أربعين دينارا من خيانة وفرقتها على مبغضي علي.(مشارق أنوار اليقين لرجب البرسي ص 86) وذكر هذه الفرية المجلسي في (بحار الأنوار 13/807). وقال الطبرسي:"إنَّ عائشة زينت يوما جارية كانت عندها، وقالت: لعلنا نصطاد شابا من شباب قريش بأن يكون مشغوفا بها".(احتجاج الطبرسي ص(824.
·           ويقول الشيعي المعاصر محمّد جميل حمّود العاملي:"ظهر لنا من الدليل القاطع الذي لا يمكن رفضه بأنّ عائشة قد حصل منها ارتكاب الفاحشة مع طلحة لمّا ذهب معها إلى بصرة العراق لقتال مولى الثقلين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، وقد فصّلنا ذلك في كتابنا الجديد القيّم الذي كان ردّاً على الرافضين لصدور الفاحشة من عائشة".(انظر موقعه على شبكة المعلومات الدولية والمسمى مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث:القسم الرئيسي: الفقه، القسم الفرعي:استفتاءات وأجوبة) .
·        ويقول محمد صادق الصدر في( كتاب الشيعة الإمامية ص159):"والحق أن من يقرأ صفحة حياة عائشة جيدا يعلم أنها كانت مؤذية للنبي صلى الله عليه وسلم بأفعالها وأقوالها وسائر حركاتها".
·        يقول محمد الباقر المجلسي في كتابه (حياة القلوب 2/854) بالفارسية ما ترجمته بالعربية :يروي ابن بأبويه في–علل الشرائع- قال الإمام محمد الباقر عليه السلام: إذا ظهر الإمام المهدي فإنه سيحيي عائشة ويقيم عليها الحد انتقاما لفاطمة. ورووا عن عبد الرحيم القصير: قال لي أبو جعفر عليه السلام:"أما لو قام قائمنا لقد ردت إليه الحميراء حتى يجلدها الحد، وحتى ينتقم لابنة محمد فاطمة عليها السلام منها".(المجلسي: بحار الأنوار 52/314، علل الشرائع للصدوق 2/580. الرجعة لأحمد الإحسائي صفحة 116.
·        ويقول محدثهم الثقة عندهم الكليني:"لمَّا احتضر الحسن بن علي عليهما السلام قال للحسين:يا أخي إنِّي أوصيك بوصية فاحفظها، فإذا أنا مت فهيئني ثم وجهني إلى رسول الله صلى الله عليه السلم لأحدث به عهدا ثم اصرفني إلى أمي فاطمة عليها السلام ثم ردني فادفني بالبقيع، واعلم أنه يصيبني من الحميراء ما يعلم الناس من صنيعها وعداوتها لله ولرسوله صلى الله عليه وآله وعداوتها لنا أهل البيت.)الكافي،الأصول، باب والنص على الحسين بن علي عليهما السلام، حديث 3).وعن أبي عبد الله:اذهب فغير أسم ابنتك التي سميتها أمس، فإنه اسم يبغضه الله، وكان ولدت لي ابنة سميتها بالحميراء، فقال أبو عبد الله عليه السلام:انته إلى أمره ترشد، فغيرت اسمها.(الأصول من الكافي للكليني 1/247) .
·        كتب الشيعي الكويتي عباس بن نخي الذي يسمي نفسه سعيد السماوي مقالة في مجلة المنبر الكويتية تقيأ فيها بفحش الكلام على أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها فقد وصفتها بعنوان كبير على غلافها (بأم المتسكعين) وقد وصفها بأغلظ الأوصاف. ومما قال في الرد على من هاجمه بسبب مقالته تلك:(فعلينا أن نحط من كرامة عائشة. لماذا؟ لأن هذه المرأة الخبيثة هي التي أساءت لرسول الله وحطت من كرامته بتلك الأحاديث الوقحة السافلة الوضيعة التي تنسب إليه ما يعف اللسان عن ذكره فاللازم علينا إذا أردنا أن ننزه ساحة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن نكشف للناس أن هذه الأحاديث إنما خرجت من فم امرأة كانت هي المتهمة في شرفها وكرامتها وأخلاقياتها وبسبب عقدها وأمراضها النفسية كالت تلك التهم الزائفة لشخص النبي الأعظم أرواحنا وأرواح العالم فداه) .

2 – موقف الشيعة الإمامية من الصحابة الكرام :
   تقوم عقيدة الشيعة الإثني عشرية على سب وشتم وتكفـير الصحابة رضوان الله عليهم. وقد كفّروا جميع أصحاب رسول الله عليه الصلاة  السلام إلا النادر منهم. ويلخص علامة الشيعة اللبناني محمد جواد مغنية موقف الشيعة من الصحابة فيقول:"وقال الشيعة:إنَّ الصحابة كغيرهم فيهم الطيب والخبيث، والعادل والفاسق"(الشيعة في الميزان:محمد جواد مغنية، دار الشروق، بيروت–القاهرة ص440)، ويقصد بالطيب والعادل علياً رضي الله عنه ومن شايعه من الصحابة كما يزعمون، بينما الخبيث والفاسق: جمهور الصحابة الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم بالخلافة.
وقد تضمنت كتب الشيعة وخاصة في الحديث مئات الروايات المنسوبة لأئمة آل البيت زورا وكذبا كلها شتم وتكفير ولعن للصحابة رضي الله عنهم.  وجاءت في رواياتهم: أنَّ الصحابة كلهم ذهبوا إلا ثلاثة:سلمان الفارسي، والمقداد، وأبا ذر الغفاري. وجاءت في بعض الروايات ارتدَّ أصحاب رسول الله صلى الله علية وسلم كلهم إلا ثلاثة، وذكروا أولئك الثلاثة، ثمَّ بعد ذلك يستثني عمار بن ياسر، وبعض الصحابة رضي الله عنهم أجمعين.
فهذا عالمهم الكشي يذكر عدة روايات في ذلك: فيروي عن أبي جعفر أنه قال: كان الناس أهل الردة بعد النبي إلا ثلاثة، فقلت ومن الثلاثة؟ فقال:المقداد بن الأسود، وأبو ذر الغفاري، وسلمان الفارسي،...وذلك قول الله عز وجل:"وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل، أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم" (معرفة أخبار رجال الكشي ص12،13).
ويروى أيضا عن أبي جعفر أيضاً أنه قال: المهاجرون والأنصار ذهبوا إلا - وأشار بيده – إلا ثلاثة"( معرفة أخبار رجال الكشي ص13).
ويروى عن موسى بن جعفر الإمام المعصوم السابع عندهم أنه قال: إذا كان يوم القيامة نادى مناد أين حواري محمد بن عبد الله رسول الله الذي لم ينقضوا عليه؟ فيقوم سلمان، والمقداد، وأبو ذر"(معرفة أخبار رجال الكشي" ص15).
وذكر الكليني عن جعفر عليه السلام:"كان الناس أهل ردة بعد النبي، صلى الله عليه وسلم، إلا ثلاثة، فقلت:من الثلاثة؟ فقال: المقداد بن الأسود، وأبو ذر الغفاري، وسلمان الفارسي".(الكافـي-الروضة- 8/245).
وذكر المجلسي فـي(حق اليقين ص 522) أنه قال لعلي بن الحسين مولى له:"لي عليك حق الخدمة فأخبرني عن أبي بكر وعمر؟ فقال:إنّهما كانا كافرين، والذي يحبهما فهو كافر أيضا".
وفـي تفسير القمي عند قوله تعالى:"وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي"قالوا: الفحشاء أبو بكر، والمنكر عمر، والبغي عثمان".
وروى المجلسي عن حنان بن سدير، عن أبيه، عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان الناس أهل ردة بعد النبي صلى الله عليه وآله إلا ثلاثة، فقلت: ومن الثلاثة؟ قال: المقداد وأبو ذر وسلمان الفارسي، ثم عرف أناس بعد يسير فقال: هؤلاء الذين دارت عليهم الرحى وأبوا أن يبايعوا حتى جاؤا بأمير المؤمنين عليه السلام مكرها فبايع، وذلك قول الله:"وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين".آل عمران: 144.
وعن الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر عليه السلام قال:إن رسول الله صلى الله عليه وآله لما قبض صار الناس كلهم أهل جاهلية إلا أربعة: علي، والمقداد، وسلمان، وأبو ذر، فقلت: فعمار؟ فقال: إن كنت تريد الذين لم يدخلهم شيء فهؤلاء الثلاثة".(انظر هذه الروايات بحار الأنوار:المجلسي 333،351/22، 236/28، وانظر تفسير العياشي 1/199).
 يقول محمد باقر المجلسي:"وعقيدتنا في التبرؤ:إننا نتبرأ من الأصنام الأربعة:أبي بكر، وعمر، وعثمان، ومعاوية، والنساء الأربع:عائشة وحفصة، وهند، وأم الحكم، ومن جميع أشياعهم وأتباعهم، وأنهم شرُّ خلق الله على وجه الأرض، وأنّه لا يتم الإيمان بالله ورسوله والأئمة إلا بعد التبرؤ من أعدائهم".(حق اليقين ص519-فارسي- وقد قام بترجمة النص ونقله إلى العربية الشيخ محمد عبد الستار التونسوي في كتابه بطلان عقائد الشيعة ص53) .
قال محمد نبي التوسيركاني في (الآلي الأخبار 4/92) ما نصه:"اعلم أن أشرف الأمكنة والأوقات والحالات وأنسبها للعن عليهم إذا كنت في المبال، فقل عند كل واحد من التخلية والاستبراء والتطهير مراراً بفراغ من البال: اللهم العن عمر ثم أبا بكر وعمر، ثم عثمان وعمر، ثم معاوية وعمر، ثم يزيد وعمر، ثم ابن زياد وعمر، ثم ابن سعد وعمر، ثم شمراً وعمر ثم عسكرهم وعمر، اللهم العن عائشة وحفصة وهنداً وأم الحكم، والعن من رضي بأفعالهم إلى يوم القيامة".
واخترعت الشيعة هذا الدعاء المسمى عندهم (دعاء صنمي قريش) وقد خصصوه للعن أبي بكر وعمر وابنتيهما عائشة وحفصة:ومما جاء في هذا الدعاء:"اللهم صلى على محمد وآل محمد والعن صنمي قريش وطاغوتيهما وإفكيهما وابنتيهما اللتين خالفا أمرك وأنكرا وحيك وجحدا إنعامك وعصيا رسولك وقلبا دينك وحرفا كتابك اللهم العنهما بكل أية حرفوها وفريضة تركوها، اللهم العنهم في مكون السر وظاهرة العلانية لعنا كثيرا أبدا دائما دائبا سرمدا...إلي الخ.)والدعاء يقع فـي صفحتين ممهوراً بأختام عدة من طواغيتهم المعاصرين منهم:أبو القاسم الخوئي، ومحسن الحكيم، وآية الله شريعتمداري، وآية الله الخميني).
وممن ذكر مقتطفات من هذا الدعاء الشيعي أو أشار إليه من مصنفات الشيعة:(قرة العيون:الكاشاني ص426)، و(علم اليقين:الكاشاني 2/701). و(مرآة العقول:المجلسي4/356)، و(إحقاق الحق: التستري ص 58،133-134)، و(مقدمته على تفسير البرهان:أبو الحسن العاملي 1/113-174، 226-250، 2/95، 290-294، 313-339) و(إلزام الناصب:الحائري ص219)، و(فصل الخطاب:النوري الطبرسي ص221-222)، و(حق اليقين:عبد الله شبر ص1-219)، و(البلد الأمين:الكفعمي ص511، المصباح له ص511)، و(نفحات اللاهوت: الكركي ق74/ب)، وغيرهم.
ولم يكتف الرافضة بذلك اللعن الرخيص لخيار الصحابة ومنهم عائشة رضي الله عنها، بل رتبوا على هذا الدعاء الأجر والثواب الكبير، فنسبوا كذبا وزورا  إلى ابن عباس أنَّه قال:"إن عليا رضي الله عنه كان يقنت بهذا الدعاء في صلواته، وقال الداعي به كالرامي مع النبي صلى الله عليه وسلم في بدر وحنين بألف ألف سهم".(علم اليقين في أصول الدين الفيض الكاشاني، تحقيق وتعليق محسن بيدارفر، الطبعة الأولى مع التصحيح والتعليق، 1418هـ، منشورات بيدار، قم. 2/701), وقد اهتم الرافضة بهذا الدعاء واعتبروه من أعظم الأدعية فبلغت شروحه أكثر من عشرة شروح كما أشار إلى ذلك (آغا برزك الطهراني في كتابه الذريعة 8/192، والحر العاملي في أمل الأمل 2/32).

وهذا الذي سردنا هو القليل من الروايات العفنة الموجودة في كتب الشيعة ، وسوف نبين حكم سب و تكفير الصحابة عند علماءنا من أهل السنة و الجماعة :
وأما سب جميع الصحابة فهذا لا شك أنه كفر لأنه تكذيب للآيات والأحاديث التي مدحتهم ولأنههم نقلة الدين في الطعن فيهم طعن في الدين , قال التقي السبكي في فتاويه 2/575 : ( وينبني على هذا البحث سب بعض الصحابة فإن سب الجميع لا شك أنه كفر )  . و قال التقي السبكي في فتاويه 2/575 : ( وهكذا إذا سب واحدا من الصحابة حيث هو صحابي لأن ذلك استخفاف بحق الصحبة ففيه تعرض إلى النبي ، فلا شك في كفر الساب , وعلى هذا ينبغي أن يحمل قول الطحاوي بغضهم كفر فإن بغض الصحابة بجملتهم لا شك أنه كفر ).  وقال أيضا [ فتاوى السبكي 2/ 575 ]: ( ولا شك أنه لو أبغض واحدا منهما [ أي أبو بكر وعمر ] لأجل صحبته فهو كفر بل من دونهما في الصحبة إذا أبغضه لصحبته كان كافرا قطعا ).
وأما تكفير الصحابة فهذا كفر لأن مجرد سبهم لأجل الصحبة كفر فتكفيرهم لأجلها كفر من باب أولى وهذه الحالة لا يتصور صدورها ممن ينتسب لأهل القبلة إلا من زنديق ومثل ذلك قل في السب لأجل الصحبة .

وفي الختام نرجو من الله عز وجل أن يوفقنا للتبيين الحق وأهله وفضح أهل الفسق والزيق وان يجعلنا هداة مهديين ، وان يجنبنا علماء السوء والباطل الذين يقلبون الحقائق ويزين الباطل وصلى الله وسلم على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبة أجمعين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق