الثلاثاء، 20 نوفمبر 2012

ايران بعد الصدمة (1) …. سر هلع ايران بعد فشل مخططها في البحرين

ايران بعد الصدمة (1) …. سر هلع ايران بعد فشل مخططها في البحرين
بقلم : السيد زهره

·النصيحة القاتلة التي قدمتها ايران الى الوفاق
·التآمر على البحرين فضح زيف وخداع كل الخطاب الايراني
·محللون ايرانيون: ذهلنا حين وجدنا انفسنا في مواجهة الكل في مجلس التعاون
·سقوط دعاوى اعتدال وديمقراطية القوى الشيعية في المنطقة
·اكثر ما يرعب ايران.. انهيار هيبتها امام اتباعها وعملائها
 
الصدمة مقصود بها هنا اباالطبع، صدمة فشل مخطط ايران في البحرين، على النحو الذي بات الكل يعلمه.
حقيقة الأمر انه بالنسبة الى ايران، فانها اكثر من صدمة بكثير.. هي كارثة استراتيجية بكل معنى الكلمة.
بالنسبة لنا في البحرين، وفي كل دول مجلس التعاون، من المهم جدا ان نفهم كيف تفكر ايران اليوم في مرحلة ما بعد الصدمة.. ما الذي تخطط له بالضبط الآن وفي المستقبل القريب للتعامل مع هذه الكارثة التي حلت بها؟.
هذا مهم جدا لسبب بسيط تحدثت عنه اكثر من مرة، وهو انه ليس معنى فشل المخطط الايراني، ان النظام الايراني تخلى عن اطماعه في المنطقة واستراتيجيته. هو يريد اليوم ان يعيد ترتيب اوراقه على ضوء ما جرى.  وقبل ان نعرف كيف تفكر ايران في مرحلة ما بعد الصدمة، من الاهمية بمكان ان نعرف تفصيلا، لماذا هي صدمة اصلا؟.. لماذا تعتبر ايران ان فشل مخططها في البحرين كارثة استراتيجية؟.
ماهي العوامل والجوانب المختلفة التي ارتبطت بفشل المخطط، وتعتبرها ايران كارثة حلت بها وباستراتيجيتها الاقليمية؟
هذا هو ما سنعرض له في مقال اليوم.

ام الكوارث

بطبيعة الحال، فان السبب الاكبر والأعظم للصدمة الايرانية، والذي يعتبر بالنسبة اليها ام الكوارث، هو فشل المخطط الذي كان مرسوما للبحرين في حد ذاته.

كما كتبت من قبل اكثر من مرة، فقد كانت ايران تعتبر ان نجاح مخططها في البحرين بمثابة اكبر المحطات الاستراتيجية على طريق تنفيذ مخططاتها الكبرى الهادفة الى السيطرة على مقدرات منطقة الخليج العربي والهيمنة عليها.

كان رهان ايران على نجاح مخططها في البحرين رهانا كبيرا جدا. ايران استثمرت الكثير جدا في هذا المخطط، سياسيا واعلاميا، ودعما ماديا لاتباعها ايضا. وكانت كل الحسابات الايرانية مبنية على ان نجاح المخطط هو امر مفروغ منه بالنظر الى الظروف الحالية في المنطقة العربية، وبالنظر الى خططها المرسومة مع اتباعها والموالين لها من القوى البحرينية الضالعة في تنفيذ المخطط. على ضوء هذا، نستطيع ان نفهم صدمة، بل ورعب ايران، حين افاقت فجأة واكتشفت ان مخططها انهار وفشل فشلا ذريعا .رعب ايران مصدره انها ادركت ان الكارثة لا تتعلق بفشل المخطط في البحرين فحسب، بل انها ضربة قاصمة لكل مشروعها ومخططات اطماعها في كل منطقة الخليج العربية. ايران ادركت بعبارة اخرى ان فشل المخطط فيالبحرين يمكن ان يكون بداية النهاية لمشروعها في المنطقة برمته الذي صاغت ملامحه قبل سنوات طويلة.

ولم تقتصر الكارثة بالنسبة الى ايران على فشل المخطط وحسب، وانما ارتبطت بهذا الفشل عوامل وجوانب اخرى هي بدورها كارثية. هذه الجوانب والعوامل هي ما سنعرض له الآن تباعا. في مواجهة الكل من اكبر عوامل الصدمة بالنسبة لايران، والتي كانت مفاجأة مذهلة غير متوقعة ولم ترد في حساباتها ابدا، الموقف الجماعي الحازم والحاسم لدول مجلس التعاون، نظريا وعميلا، والذي كان عاملا اساسيا في افشال المخطط. سبق لي ان كتبت عن هذا الجانب.

لكن بعد الصدمة، بدأ محللون ودبلوماسيون ايرانيون يثيرون هذه القضية، وينبهون الى ما مثلته بالنسبة الى ايران من مفاجأة صادمة. لى سبيل المثال، كتب المحلل الايراني افشين مولاوي، عن هذه القضية، ويقول ان ايران فوجئت تماما عندما وجدت نفسها "في مواجهة الكل"، أي في مواجهة كل دول مجلس التعاون بلا استثناء، وليس البحرين وحدها. ويقول ان هذا الذي حدث كان مفاجئا وغير متوقع ابدا بالنسبة لايران لسببين: ا
لاول :ان ايران تعودت من دول مجلس التعاون ان تصدر بيانات، او تعبر عن مواقف معتدلة. ولم يكن هذا هو الحال مع احداث البحرين.

والثاني :انه، كما يقول، لم يحدث من قبل ان اتفقت آراء كل دول مجلس التعاون معا، على اتخاذ موقف موحد، في مواجهة ايران.

هو يقصد هنا بالطبع ان هناك من دول المجلس من تعتبر ايران ان علاقاتها معهم وثيقة جدا، بحيث لم يخطر ببالها، انها سوف تتخذ هذا الموقف في مواجهتها. نفس هذا المعنى، تحدث حجة الاسلام محمد شريعتي في حوا رمعه قبل فترة. قال بشيء من الاستعراب والذهول ان الايرانيين فوجئوا بأن " سلطنة عمان التي لنا معها علاقات طيبة، وقفت مع البحرين. وقطر ايضا دعمت حكومتها البحرين. وحتى سوريا التي تعتبر حليفا استراتيجيا لايران، دعمت البحرين. وحين زار وليد المعلم طهران اتخذ موقفا مناهضا لايران، واكد حق مجلس التعاون في اراسل قوات الى البحرين". اذن، موقف دول مجلس التعاون، كان احد اسباب الصدمة بالنسبة لايران. والأمر هنا لا يتعلق فقط بما جرى في البحرين، وانما الخوف من التأثيرات المدمرة في المستقبل فيما يتصل بعلاقات ايران مع كل دول مجلس التعاون. سقوط الخطاب الايراني هذا ايضا واحد من اكبر اسباب الصدمة، واكبر العوامل الكارثية التي ترتبت على فشل المخطط الايراني في البحرين. نعنى بذلك سقوط الخطاب السياسي والاعلامي الايراني في المنطقة العربية، والموجه الى الى الراي العام العربي، وانكشافه وانفضاح امره.  سوف نعود الى هذه القضية في مقالات تالية نظرا الى اهميتها. لكن الامر هنا باختصار شديد انه على امتداد السنوات الماضية، روجت ايران سياسيا واعلاميا وعلى نطاق واسع، لخطاب مؤداه : 
1 – ان ايران عبر نفوذها، وتحافاتها مع قوى في المنطقة العربية، انما تنشد مصلحة القضية الفلسطينية ومقاومة العدو الاسرائيلي.

2 – ان ايران حريصة جدا على علاقاتها مع الدول العربية وخصوصا دول الجوار، ولا تتدخل في شئونها، وحريصة على استقرارها وامنها.

3 – ان ايران لا تسعى لفتن طائفية، بل تريد وحدة المسلمين في مواجهة اعداء الامة..

هذه بالطبع بعض مفردات الخطاب الارياني في السنوات الطويلة الماضية، والتي لا يخلو اي بيان او تصريح ايراني منها. لكن الذي حدث ان مخطط ايران في البحرين وفشله، اسقط كل هذا الخطاب، واظهر انه خطاب كاذب مراوغ ومخادع.  واي سقوط اكثر من ان يتكشف ان ايران تآمرت على نظام حكم عربي في البحرين وسعت الى اسقاطه، وخططت في سبيل ذلك لاشعال فتنة طائفية كبرى، ونسي كل حلفائها في المنطقة العدو الاسرائيلي، وجندوا كل امانياتهم لدعم المخطط الايراني التآمري في البحرين؟

انهيار الهيبة  المؤكد ان هذا ان اكثر الجوانب فزعا بالنسبة لايران والتي ترتبت على الفشل الذريع لمخططها في البحرين.نعنى بذلك، سقوط هيبة النظام الايراني امام الاتباع لهم، والقوى الموالية لهم في البحرين، وفي كل المنطقة.

الذي حدث هنا باختصار ان ايران كما بات معروفا، وضعت هذا المخطط، وتآمرت مع قوى محلية في البحرين لتنفيذه.. حرضتهم وشجعتهم ودعمتهم ماليا، وسخرت كل آلتها الاعلامية والسياسية من اجل انجاح المخطط.  الذي حدث ان ايران افهمت، كما اتضح، حلفاءها واتباعها والقوى الموالية لها، ان نجاح المخطط هو امر مؤكد. الذي حدث انه، وبناء على ذلك، ان ايران شجعت الموالين لها على التطرف في المطالب، وعلى عدم التراجع ابدا عن شعار اسقاط النظام، وعلى رفض أي تفاهم او حوار. والذي حدث، كما بتنا نعلم، ان هذه القوى الموالية لايران نفذت هذه التوجيهات حرفيا، من منطلق الثقة الكاملة في الايرانيين وحساباتهم. وكان التجسيد الاكبر لهذا، هو الرفض الغريب والقاطع للحوار الوطني الذي طرحه سمو ولي العهد. ليس هذا فحسب، بل وكما نعلم، فان قيادات في جمعية الوفاق، هددت علنا بالاستنجاد بايران وطلب حمايتها، ردا على دخول قوات درع الجزيرة. وهل كان من الممكن ان يطلقوا هذا " التهديد " من دون تطمينات مسبقة من ايران، ومن دون الثقة الكاملة من جانبهم في الايرانيين و" قدراتهم"؟ 
والذي حدث في النهاية ان المخطط فشل، وكل هذه الحسابات ثبت غباءها. وما الذي يمكن ان يقود اليه كل هذا؟

يقود بالضرورة الى سقوط هيبة ايران امام اتباعها والقوى الموالية لها.  وبالمناسبة، لا يخفف من وطأة هذا استمرار الاعلام الايراني في هلوساته عن البحرين وما يجري فيها، وتصوير الوضع كما لو ان محاولة الانقلاب الطائفي مستمرة وقائمة.  الكل في ايران، وبالطيع حلفائها واتباعها في البحرين وفي المنطقة كلها، يعلمون ان المخطط فشل، واللعبة انتهت.

وقد توفت بهذا الصدد عند ما كتبه المحلل الايراني هومان دورانديش عما جرى في البحرين. يتحدث عن الازمة الكبرى التي ترتبت على الطابع الشيعي البحت لما جرى في البحرين، وعلى ان شيعة البحرين يحظون بدعم خارجي من ايران. اعتبر ان هذا يفقد الحركة أي مصداقية. ليس هذا فحسب، بل هو سبب في فقدان الشيعة في البحرين للمكاسب السياسية التي حصلوا عليها. وبالمكاسب السياسية هنا يشير خصوصا الى ان جمعية الوفاق كان لها 18 عضوا في البرلمان، وهو مكسب سياسي كبير. ويلمح الكاتب هنا الى ان ايران نصحت فيما يبدو جمعية الوفاق ب " التضحية بالقليل" في مقابل " كسب الكثير". يقصد هنا بالطبع النصيحة التي قدمتها ايران للوفاق، بالتضحية بمقاعد البرلمان عبر الاستقالة، في مقابل مكاسب اكبر بعد سقوط النظام كما كان مخططا. والكاتب يلمح هنا كما نرى الى ان هذه النصيحة كانت نصيحة قاتلة، على ضوء ما جرى ونعرفه جميعا. دعاوى سقطت كما شرحت اكثر من مرة في مقالات سابقة، فان احد الابعاد الاساسية للاستراتيجية الايرانية في التعامل مع امريكا والغرب عموما، محاولة اقناع الدول الغربية بعقد صفقة مع ايران، قوامها الاعتراف بأن ايران هي القوة الاقليمية العظمى في المنطقة، والتفاوض معها حول محتلف القضايا. وجوهر ما دأبت ايران على عرضه على الغرب ومحاولة اقناعه بهذه الصفقة، الزعم بقدرة ايران على المساهمة في حل ازمات المنطقة، اكثر من قدرة الدول العربية على ان تفعل ذلك. والمنطلق الايراني الاساسي هنا ان ايران لها نفوذ كبير في المنطقة، وانها قوة استقرار وامن، وبمقدورها تحقيق الامن والاستقرار في المنطقة. هذا هو ما حاولت ايران ان تقنع به امريكا والدول الغربية طوال السنوات الماضية. لكن الذي حدث بانكشاف المخطط الايراني في البحرين والمنطقة وفشله، ان هذا المسعى الايراني للتقرب الى الغرب تلقى ضربة قاصمة، وسقطت كل هذه الدعاوى التي حاولت ايران كثيرا اقناع الغرب بها. الذي حدث كما هو مفهوم، ان ما جرى في البحرين اكد مجددا ان ايران هي قوة تقويض لأمن واستقرار المنطقة، وتفجير للصراعات فيها.  والذي حدث اثبت ان ايران ليست فقط تهديدا للأمن والاستقرار الاقليمي، ولكن ايضا للأمن الداخلي في دول المنطقة، عبر مخططاتها لتفجير الصراعات الطائفية، والتآمر على نظم الحكم. وفي الفترة القليلة الماضية، اثار اكثر من محلل ايراني هذه القضية، وذكروا صراحة ان ما جرى في البحرين عزز ما تقوله الدول الغربية باستمرار من ان ايران تمثل خطرا وتهديدا اقليميا، واكد ان عدم ثقة المجتمع الدولي في نوايا ايران في المنطقة لها ما يبررها.
بالطبع خطورة هذا الجانب بالنسبة لايران انه ستكون له تبعان شديدة السلبية فينا يتعلق بالأزمة مع امريكا والغرب.

انكشاف وهم الاعتدال  يرتبط بالجانب السابق جانب آخر في غاية الاهمية، يتعلق بجهد ايراني هائل بذلته في السنوات الماضية على الاصعدة الفكرية والثقافية والسياسية في امريكا والغرب.  نعنى بذلك ان كتابا ومثقفين من اللوبي الايراني في امريكا بالذات، اطلقوا بعد غزو واحتلال العراق، وبعد ان احكمت ايران قبضتها في العراق، تعبير " الصحوة الشيعية" في المنطقة. وقصدوا بذلك مخاطبة امريكا والغرب باعتبار ان المستقبل في المنطقة هو للقوى الشيعية، وان من مصلحة امريكا والغرب ان تراهن على التحالف مع هذه القوى، وان تفض تحالفاتها مع الدول العربية السنية. وعبر كثير من الدراسات والمقالات والكتب والندوات، حاول المروجون لهذا ان يقنعوا امريكا والغرب ان الشيعة في المنطقة هم قوة اعتدال، وهم قوة اصلاح ودعاة ديمقراطية، وانهم هم وليس السنة الاقرب الى الغرب وافكاره الديمقراطية، وانهم بالتالي الاقدر على خدمة المصالح الغربية.  والذي حدث بهذا الصدد ايضا ان كل هذه الدعاوى سقطت بعد ما جرى في البحرين وما فعلته القوى السياسية الشيعية بتحريض ودعم مباشر من ايران.

الذي حدث في البحرين اظهر للغرب والعالم كله ان القوى السياسية الشيعية ليست قوة اعتدال، بل قوة تطرف طائفي.. وليست قوى ديمقراطية، بل قوى انقلاب على الديمقراطية وعلى الاصلاح. واثبت ان هذه القوى لا تتردد في اللجوء الى كل اساليب العنف والترويع والترهيب من اجل تحقيق مشروعها الطائفي الذي لا يمت الى الديمقراطية بصلة. الانعكاسات الداخلية  مفهوم بطبيعة الحال ان الازمة السياسية الداخلية في ايران هي ازمة موجودة ومحتدمة منذ فترة طويلة، وانها تفاقمت بصفة خاصة في اعقاب انتخابات الرئاسة الاخيرة التي فاز فيها احمدي نجاد فوزا شككت فيه المعارضة، وما تلا ذلك من احتجاجات داخلية. معروف ان للأزمة ابعادا واسبابا داخلية كثيرة منها صراعات القوى والنفوذ بين اجنحة السلطة المختلفة، وهي الصراعات التي تفجرت علنا مؤخرا مثلا بين نجاد والمرشد خامنئي. كن الامر الذي لا شك فيه ان فشل المخطط الايراني في البحرين، بكل ما ارتبط به من اخفاقات كثيرة اخرى كتلك التي تحدثنا عنها، هو احد العناصر التي تثير المخاوف في ايران من انعكاساتها على الصراعات والاوضاع الداخلية من اكثر من زاوبة. ن جانب يعتبر فشل المخطط بمثابة فشل ذريع للنظام الايراني، واعتبره محللون كثيرون دليلا على عدم قدرة النظام على ادارة الصراع في المنطقة، وعجزه عن الدفاع عن الاستراتيجية الايرانية التي استثمروا فيها الكثير جدا. الجانب الآخر الذي يثير قلقا كبيرا في ايران هو ان هذا الفشل في البحرين، واستعداء دول المنطقة، واظهار تخبط النظام وعجزه، من الممكن ان يعطي دفعا او تشجيعا للحركة الاحتجاجية الداخلية في ايران.بعبارة اخرى، هناك مخاوف جدية في ايران من ان يقود الفشل في البحرين بكل ما ارتبط به الى اعطاء دفع جديد لحركة الاحتجاج الشعبي ضد النظام، خصوصا مع استمرار حركات الاحتجاج الشعبية في المنطقة.   
حرصنا على ان نتحدث عن االاسباب والعوامل التي تعبر صدمة بالنسبة لايران، وكارثة استراتيجية، التي ترتبت على فشل مخططاتها في البحرين، ليس فقط كي نفهم كما قلت في البداية، كيف يفكرون الآن، لكن لسبب اهم.الايرانيون يخططون اليوم للالتفاف على هذه التأثيرات، ويحاولون صياغة خطط جديدة لاختراق المنطقة من جديد   هذا جانب خطير لا بد ان ننبه الى ابعاده.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق